أجرى مدير الإدارة العامة للطب العلاجي بوزارة الصحة في ولاية الخرطوم، أحمد البشير، جولة ميدانية شملت مستشفيي الفتح وأمبدة، للوقوف على أوضاع الخدمات الصحية والإمداد الدوائي، في ظل التحديات التي يفرضها النزاع المستمر منذ أبريل 2023.
خلال الزيارة، تفقد البشير أقسام الصيدلة والإمداد في المستشفيين، واطلع على تقارير تفصيلية حول التحديات التي تواجه العمل اليومي، بما في ذلك نقص الموارد وتعطل سلاسل التوريد. وأكد على ضرورة تطوير آليات توزيع الأدوية بشكل عادل وضمان وصولها في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على تجاوز العقبات اللوجستية التي تعيق استمرار الخدمات.
أعرب مدير الإدارة العامة للطب العلاجي عن تقديره لجهود الكوادر الطبية والصيدلانية، مؤكداً أن التزامهم بالعمل رغم الظروف الاستثنائية ساهم في استمرار تقديم الرعاية للمواطنين. وأوضح أن تعزيز البنية التحتية الصحية وتوفير الدعم الفني واللوجستي يمثلان أولوية خلال المرحلة المقبلة.
القطاع الصحي في الخرطوم تكبد خسائر كبيرة منذ اندلاع الحرب، إذ خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة نتيجة التدمير والنهب، وتحولت بعض المرافق إلى مواقع عسكرية. هذا الواقع أدى إلى فقدان آلاف الأسرّة الطبية، وتعطل خدمات الطوارئ والرعاية الأولية، إضافة إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات.
رغم التحديات، شهدت بعض المستشفيات والمراكز الصحية محاولات لإعادة التأهيل على مدار العامين الماضيين، ما أسهم جزئياً في تخفيف الضغط على المرافق القليلة العاملة. لكن الحاجة ما تزال قائمة إلى دعم مستمر، خاصة مع تزايد الطلب نتيجة النزوح الداخلي وتزايد الضغوط السكانية في العاصمة.
يُذكر أن الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التي اندلعت في 15 أبريل 2023، خلفت أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأكبر في العالم حالياً، مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين داخلياً وخارجياً. ويظل القطاع الصحي أحد أكثر القطاعات تضرراً، ما يفرض تحديات كبيرة أمام جهود استمرارية تقديم الرعاية الطبية للسكان.