أعلن محمد بشير أبو نمو، رئيس الوفد الحكومي السوداني في الاجتماعات التشاورية مع الجانب الأمريكي في مدينة جدة السعودية، أن المشاورات قد انتهت دون التوصل إلى اتفاق حول مشاركة الوفد السوداني في مفاوضات جنيف المرتقبة. وأوضح أبو نمو أن القرار النهائي بشأن مشاركة الوفد سواء كان ممثلًا للجيش أو للحكومة، متروك لقيادة البلاد لاتخاذه بناءً على تقديراتها. وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة من المحادثات التي أجراها الوفد السوداني مع المسؤولين الأمريكيين في جدة، والتي كانت تهدف إلى التوصل إلى تفاهمات حول كيفية مشاركة السودان في مفاوضات جنيف. إلا أن الخلافات الداخلية حول طبيعة تمثيل الوفد، وما إذا كان يجب أن يمثل الجيش أو الحكومة، أدت إلى تعثر المشاورات.
بحسب تصريح محمد بشير أبو نمو، فإن هناك تفاصيل كثيرة ومعقدة كانت وراء اتخاذ قرار إنهاء الحوار التشاوري دون اتفاق. ولم يفصح أبو نمو عن جميع التفاصيل، لكنه أكد أن القرار جاء بناءً على مداولات مكثفة واستند إلى تقييمات موضوعية للوضع الحالي. ورغم انتهاء المشاورات دون اتفاق، أشار أبو نمو إلى أن الأمر ما زال متروكًا لقيادة البلاد لاتخاذ القرار المناسب بشأن المشاركة في مفاوضات جنيف. ويتوقع أن تعكف القيادة السودانية على دراسة الخيارات المتاحة واتخاذ القرار الذي تراه مناسبًا في ظل الظروف الراهنة.
قد يؤثر هذا القرار على مسار مفاوضات السلام التي تقودها الأطراف الدولية بهدف إنهاء الصراع في السودان. وكانت الآمال معقودة على أن يسفر الحوار التشاوري في جدة عن تفاهمات تفتح الطريق أمام مشاركة سودانية فاعلة في جنيف، لكن انتهاء المحادثات دون اتفاق قد يعقد الوضع.
يبقى المستقبل القريب مفتوحًا على احتمالات متعددة، في انتظار القرار النهائي من القيادة السودانية بشأن المشاركة في مفاوضات جنيف. وتبقى الأنظار متجهة نحو السودان، حيث يترقب المجتمع الدولي الخطوة التالية في مسار السلام المعقد في البلاد.
