أعرب محمد الفكي سليمان، عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق والقيادي في حركة صمود، عن قلقه إزاء ما وصفه بالمساعي المنظمة من بعض القوى الانقلابية لإجهاض مكتسبات الثورة السودانية، مؤكداً أن هذه الجهات تعمل على إعادة البلاد إلى ما قبل مرحلة التحول الديمقراطي، وسحق القوى المدنية التي حملت مشروع الدولة المدنية بعد ثورة ديسمبر 2018.
وفي تصريحاته التي جاءت خلال لقاء إعلامي، أوضح الفكي أن حركة صمود ركزت في جهودها خلال الفترة الماضية على منع اندلاع الحرب، وسط مؤشرات واضحة على أن هناك جهات كانت تعد العدة للصراع منذ وقت مبكر، من خلال ما وصفه بخطاب تعبوي قائم على التحريض والتبشير بالعنف، واستغلال الشعور الشعبي لصالح أجندات سلطوية.
وأشار إلى أن تلك القوى لم تكن تسعى فقط إلى السيطرة العسكرية أو الأمنية، بل كانت تستهدف تحقيق مكاسب سياسية على حساب استقرار البلاد، من خلال إعادة تشكيل موازين السلطة بطريقة تقصي المدنيين وتنسف مسار التغيير الذي انطلق منذ سقوط النظام السابق.
وأكد الفكي أن هذه المساعي تنطوي على محاولة لإلغاء المرحلة الانتقالية، ومحو أثر ثورة ديسمبر التي حملت آمالاً واسعة لبناء سودان ديمقراطي تسوده العدالة والحكم المدني، مضيفاً أن الرهان على الحسم العسكري والمواجهة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار، ويهدد النسيج الوطني، وفي سياق حديثه، قال الفكي إن الحرب الحالية ليست، كما يروج البعض، حرب شرعية أو كرامة أو دولة، بل وصفها بأنها حرب أطلقها انقلابيون فقدوا شرعيتهم، في مواجهة مشروع سياسي مدني تم تمثيله في ثورة شعبية عارمة.
كما شدد على أن حركتهم ستواصل العمل في جميع المحافل، المحلية والدولية، من أجل وقف الحرب واستعادة المسار السياسي السلمي، رغم ما وصفه بأصوات التخوين والتشويه التي تتغذى على معاناة الناس وتستثمر في استمرارية الصراع، وختم حديثه بالتأكيد على أهمية بناء توافق وطني جديد يضمن شراكة حقيقية بين كل مكونات المجتمع السوداني، ويؤسس لمسار سياسي لا يُقصي أحداً، يقوم على مبادئ العدالة والمساءلة والمشاركة المدنية.