تشهد الأزمة السودانية تطوراً لافتاً في الموقف الأممي، حيث وصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، إلى العاصمة الكينية نيروبي لعقد لقاء مباشر مع وفد من تحالف السودان التأسيسي، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع.
فإن لعمامرة هو من بادر بطلب هذا اللقاء، في إطار مساعيه لدفع العملية السياسية نحو تسوية سلمية شاملة. ومن المتوقع أن تبدأ المباحثات خلال الساعات المقبلة، وسط ترقب سياسي واسع لما قد ينتج عنها من مؤشرات بشأن مستقبل الحوار بين القوى السودانية.
وأوضحت المصادر أن عبد العزيز الحلو، نائب رئيس تحالف السودان التأسيسي، غادر مدينة نيالا متوجهاً إلى نيروبي لقيادة وفد التحالف في هذه الجولة. وتُعد مشاركته إشارة واضحة إلى استعداد التحالف للانخراط في نقاشات مباشرة مع المبعوث الأممي، بما يعكس انفتاحه على الدور الدولي في البحث عن حلول للأزمة.
دعوة أممية لحوار شامل
وكان لعمامرة قد وجه في وقت سابق دعوة عامة إلى جميع الأطراف السودانية للدخول في حوار بنّاء، مؤكداً أن الهدف يتمثل في الوصول إلى حل دائم وشامل يوقف الحرب ويضع أسساً لسلام مستدام. كما أعلن عن رغبته في مناقشة مسارات السلام مع مختلف القوى السياسية، بما فيها تحالف السودان التأسيسي، من أجل تقريب وجهات النظر وتجاوز حالة الانسداد السياسي.
ويعتبر مراقبون أن هذا اللقاء المرتقب يعكس تحولاً ملموساً في تعاطي الأمم المتحدة مع المشهد السوداني، لاسيما أنه يمنح تحالف السودان التأسيسي موقعاً متقدماً في طاولة النقاشات الدولية. كما يرون أن نجاح هذه الجولة قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاهمات، في ظل تعقيدات الأوضاع الإنسانية والسياسية التي تعيشها البلاد منذ اندلاع الحرب.
