مباحثات مصرية سودانية في تركيا: تأكيد على دعم الاستقرار وتعزيز العلاقات الثنائية

3 Min Read

شهدت مدينة أنطاليا التركية، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، لقاء جمع بين وزير الخارجية المصري، السفير بدر عبد العاطي، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في إطار جهود البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية ومواصلة التنسيق المشترك في ظل التطورات التي تشهدها الساحة السودانية وخلال اللقاء، جدد وزير الخارجية المصري التأكيد على موقف مصر الثابت والداعم لوحدة واستقرار السودان وسلامة أراضيه، مشيراً إلى عمق الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين وأكد عبد العاطي حرص القاهرة على استمرار العمل المشترك مع الخرطوم في مختلف المجالات، بما يعزز من قدرات السودان في مواجهة التحديات التي تعصف به.

من جانبه، أعرب الفريق أول عبد الفتاح البرهان عن امتنانه العميق لمواقف مصر الداعمة، لا سيما في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعاني منها السودان منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023. كما عبّر عن تقديره لاستضافة مصر لأعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين، وما قدمته من مساعدات إنسانية وتسهيلات لآلاف الأسر التي لجأت إلى الأراضي المصرية هرباً من الصراع ويأتي هذا اللقاء في سياق العلاقات المتجذرة بين البلدين، والتي تقوم على شراكة استراتيجية تتجاوز الجوانب السياسية لتشمل قضايا أمنية وتنموية محورية، من أبرزها إدارة مياه نهر النيل، والتنسيق في ملفات الهجرة واللاجئين، ومكافحة الإرهاب، وحفظ الأمن الإقليمي.

وتكتسب العلاقات المصرية السودانية أهمية متزايدة في ضوء التحديات الإقليمية والأوضاع الداخلية في السودان، الذي يشهد حالة من الانقسام والنزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وقد أدت هذه الحرب إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في القارة، مع نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخلياً وخارجياً، وتدهور حاد في الوضع الاقتصادي والمعيشي في مختلف أقاليم السودان وتُعد مصر واحدة من أبرز دول الجوار التي تحملت الأزمة، حيث تشير التقديرات غير الرسمية إلى وجود نحو 4 ملايين سوداني داخل أراضيها حتى أبريل 2025، منهم مئات الآلاف ممن فروا من مناطق النزاع منذ اندلاع الحرب وفي هذا السياق، قدمت الحكومة المصرية مساعدات إنسانية وطبية، وسهلت عبور واستضافة العائلات السودانية في عدة محافظات مصرية، رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على أهمية استمرار الحوار والتنسيق بين القاهرة والخرطوم، وتكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة السودانية، بما يحفظ وحدة السودان ويحقق الأمن والاستقرار لشعبه.

Share This Article