اختتمت في مدينة كسلا، أعمال مؤتمر تطوير الزراعة في ولايات شرق السودان، الذي نظمه مؤتمر خريجي شعب البجا، بمشاركة عدد من المسؤولين على رأسهم وزير الزراعة الاتحادي، وسط احتجاجات محدودة عبر خلالها بعض المشاركين عن استيائهم من غياب التمثيل المتوازن، وشهد اليوم الأول من المؤتمر احتجاجات نظمها عدد من شباب قبيلتي البني عامر والحباب أمام قاعة المؤتمر، مطالبين بتمثيل أوسع لمصالحهم، وهو ما دفع والي ولاية كسلا ولجنة أمن الولاية إلى التدخل لاحتواء الموقف وتهدئة الأوضاع.
وفي الجلسة الختامية، أكد الناظر سيد محمد الأمين ترك، رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا، أن المؤتمر يركز على قضايا الزراعة والمزارعين، وليس على الشؤون القبلية أو الإدارة الأهلية، داعياً إلى تحييد القضايا الزراعية عن التجاذبات السياسية والقبلية، وأوضح أن التمثيل داخل المؤتمر تم على أساس المحليات بدلاً من الانتماءات القبلية، في خطوة تهدف إلى ضمان شمولية المشاركة، كما أشار ترك إلى ضرورة تجنب إثارة النعرات القبلية، محذراً من خطورة استخدام هذه القضايا لإثارة الفتن أو تعطيل مسارات التنمية، وشدد على أهمية احترام القانون واتخاذ إجراءات ضد أي جهة تعرقل الفعاليات الوطنية، مؤكداً أن وحدة الصف والتعاون هما الأساس في تحقيق التنمية الزراعية بالمنطقة.
وفي جانب من كلمته، دعا الناظر ترك إلى إصدار توصيات واضحة تمنع إقامة السدود على نهر القاش وروافده، مشيراً إلى الآثار السلبية المحتملة لهذه المشاريع على البيئة والمجتمعات المحلية، وأكد ضرورة الحفاظ على تدفق المياه نحو مناطق الزراعة، وخاصة في دلتا القاش، التي تعاني من نقص حاد في المياه خلال الفترات الحرجة، وأوضح أن انقطاع مياه نهر القاش عن مناطق مثل تندلاي ومكلي وشمال الدلتا يؤدي إلى تفاقم أزمة العطش ويؤثر على الأنشطة الزراعية والمعيشية للسكان، مؤكداً أن إدارة الموارد المائية تمثل أولوية قصوى في خطط التنمية بالمنطقة.
كما أعاد ترك التذكير بالخلافات التي نشبت في وقت سابق بشأن إنشاء سد خور أبوعلقة خلال فترة النظام السابق، معتبراً أن مثل هذه المشاريع ينبغي أن تخضع لدراسات شاملة قبل تنفيذها، لضمان عدم الإضرار بالموارد الحيوية للسكان المحليين، وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر خرج بعدد من التوصيات الهادفة إلى تطوير القطاع الزراعي وتحسين سبل المعيشة في الولايات الشرقية، وسط دعوات إلى مواصلة التنسيق بين الحكومة والمجتمعات المحلية لضمان إدارة مستدامة للموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المتوازنة في المنطقة.