أطلقت لجان المقاومة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور نداءً عاجلاً يوم السبت، دعت فيه إلى التحرك الفوري لفك الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من عامين، محذرة من أن الاعتماد على صمود الأهالي وحده لم يعد كافياً لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور.
وأشارت اللجان في بيانها إلى أن المدينة تعرضت منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023 لأكثر من 200 هجوم مسلح، ما تسبب في نقص حاد في الغذاء والدواء، وألحق أضراراً كبيرة بالنسيج الاجتماعي والمعنوي للسكان. ووصفت الأوضاع اليومية في الفاشر بأنها باتت أشبه بـ”كارثة إنسانية مستمرة”.
أكد البيان أن الفاشر دفعت ثمناً باهظاً ولا يمكن الاكتفاء تجاه معاناتها بالمواقف الرمزية أو الدعم اللفظي. وأضاف أن الصمود، إذا تُرك وحيداً، يتحول من بطولة إلى عبء ثقيل، محذراً من تكرار سيناريو مدن أخرى مثل نيالا التي سقطت بعد حصار طويل في ظل غياب الدعم الفعلي.
وطالبت لجان المقاومة القوى السياسية والعسكرية والمجتمعية بتحمّل مسؤولياتها، عبر فتح ممرات إنسانية أو تدخل مباشر يضمن وصول المساعدات ورفع الحصار عن المدينة.
تُعد الفاشر من أبرز نقاط المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وظلت خلال العامين الماضيين تحت حصار مشدد أدى إلى تدهور سريع في الأوضاع المعيشية ونقص المواد الأساسية، فضلاً عن موجات نزوح واسعة من الأحياء المتضررة.
وخلال الأشهر الأخيرة، تعرضت المدينة لسلسلة من الهجمات من قبل قوات الدعم السريع، في وقت استمر فيه الجيش ومجموعات مساندة له في الدفاع عنها. غير أن تقارير إنسانية حذرت من أن هذا الوضع لم يعد مستداماً، وأن استمرار الحصار دون خطوات عملية لفكه قد يقود إلى كارثة إنسانية وشيكة.
