أعربت عدة لجان مقاومة في السودان، عن رفضها لتصريحات وصفوها بـ”الاستفزازية” والتهديدية، أدلى بها المصباح طلحة، قائد ما يُعرف بـ”لواء البراء بن مالك” التابع للحركة الإسلامية، والتي اعتبرت مسيئة وداعية إلى التصعيد ضد القوى المدنية، وكان المصباح طلحة قد تحدث خلال لقاء مع مجموعة من الجنود، قائلاً إن المعركة مع من وصفهم بـ”القحاتة” في إشارة إلى القوى المدنية التي تطالب بإنهاء التدخل العسكري في السياسة ستبدأ بعد القضاء على قوات الدعم السريع، كما انتقد عناصر من لجان المقاومة التي تقاتل إلى جانب القوات النظامية في مدينة أم درمان، واصفاً إياهم بـ”الشفع”، في إشارة تقلل من شأنهم.
وصف تجمع أبناء العاصمة الوطنية تصريحات المصباح بأنها “مليئة بالغطرسة والوعيد، وتمثل تعدياً ليس فقط على القوى المدنية بل على المؤسسة العسكرية نفسها”، كما جاء في البيان، وأضاف التجمع أن هذه التصريحات “تدل على رغبة في فرض الفوضى وتقويض مسار الدولة السودانية، ومحاولة استخدام الدين والانتماءات القبلية كوسائل لإقصاء الآخر، وهو أمر لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانهيار والدمار”.
وتداول نشطاء مقطع فيديو يظهر عناصر من لجان المقاومة أثناء تدريبات عسكرية، وهم يرددون هتافات في وجه المصباح طلحة أثناء مروره بالقرب منهم، قائلين: “نحن أبناء ديسمبر”، في إشارة إلى ثورة ديسمبر 2018، وهو ما أثار ردود فعل متباينة على منصات التواصل الاجتماعي، كما أصدرت لجنة مقاومة امتداد شمبات للأراضي بياناً منفصلاً وصفت فيه تصريحات قائد “لواء البراء” بأنها “استفزازية وتحمل طابع التهديد”، داعية إلى عدم الانجرار وراء محاولات التصعيد أو الاستفزاز السياسي.
وأعرب مراقبون عن قلقهم من أن تؤدي المناوشات الخطابية بين بعض المكونات المدنية والمسلحة إلى اشتباكات ميدانية، خاصة في ظل الانتشار الواسع للسلاح والتوترات السياسية المتزايدة والانقسامات المجتمعية التي تشهدها البلاد، وتُعرف لجان المقاومة بأنها من أبرز القوى التي ظهرت خلال الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير في ديسمبر 2018، حيث لعبت دوراً محورياً في الحراك الشعبي، ولا تزال ناشطة في العمل السياسي والميداني داخل عدد من المدن السودانية.