حذّر رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، في خطابه أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، من التحديات العالمية المتصاعدة التي وصفها بأنها تهدد مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتعددية الأطراف، مشيراً إلى أن هذه المخاطر باتت تنعكس على الاستقرار الإقليمي والدولي.
وقال إدريس إن القواعد الدولية الراسخة تتعرض للتآكل في ظل تصاعد جرائم الإبادة الجماعية والعدوان، واستخدام المرتزقة الأجانب لاحتلال أراضي الدول وانتهاك حقوق الشعوب، مؤكداً أن ما يحدث في السودان يمثل مثالاً واضحاً لهذه الانتهاكات الجسيمة.
وشدد على ضرورة تعزيز الثقة والشفافية في النظام الدولي، وتفعيل دور الجمعية العامة والدبلوماسية الوقائية، والاعتماد على الحلول السلمية لتسوية النزاعات. كما دعا إلى الاستفادة من زخم مبادرة الأمم المتحدة (80)، ومخرجات قمة المستقبل، والمؤتمرات الدولية الكبرى لتعزيز التعاون متعدد الأطراف.
وفي معرض حديثه عن العقوبات الدولية، انتقد إدريس استمرار فرض التدابير القسرية الأحادية رغم الإجماع الدولي على عدم مشروعيتها، معتبراً أنها تنتهك قواعد القانون الدولي وتعرقل التنمية وحقوق الإنسان، خاصة في الدول النامية والأقل نمواً. وأوضح أن هذه الإجراءات تؤثر بصورة مباشرة على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، مما يزيد من معاناة الشعوب.
كما جدد رفض السودان لجميع أشكال خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف والإسلاموفوبيا، مؤكداً أن هذه الظواهر تهدد السلم والأمن الدوليين وتقوّض القيم الإنسانية المشتركة.
وأشار إدريس في ختام كلمته إلى أن التحديات الراهنة تفرض على المجتمع الدولي تعزيز التعاون الجماعي والتزام مبادئ الميثاق، لضمان مستقبل أكثر استقراراً وعدلاً لجميع الشعوب.
