كارثة ثقافية في قلب الخرطوم: المتحف الوطني السوداني يتعرض للنهب والتخريب

2 Min Read

في تطور صادم يعكس حجم الفوضى التي تعصف بالسودان، كشفت صور ومقاطع جديدة عن نهب واسع النطاق طال المتحف الوطني السوداني، أحد أبرز معالم التراث الثقافي في البلاد. تُظهر الصور المروعة الغرف خالية تماماً من محتوياتها، حيث تم تجريدها من القطع الأثرية النادرة والكنوز التاريخية التي كانت توثق آلاف السنين من حضارات السودان المتعاقبة.

المتحف الذي يقع في قلب العاصمة الخرطوم، كان يضم مجموعات أثرية ثمينة تمثل عصور ما قبل التاريخ، والفترة المروية، والمسيحية النوبية، والإسلامية. الآن، تتحول أروقته إلى قاعات خاوية، بعد أن طالتها أيدي النهب والخراب خلال الأشهر الماضية من الصراع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

ووفقاً لشهادات لموظفين سابقين وعاملين في قطاع الثقافة، فإن عملية النهب لم تكن عشوائية فحسب، بل يبدو أن هناك استهدافاً منظماً للمقتنيات القيمة، حيث اختفت تماثيل أثرية، مخطوطات نادرة، وقطع ذهبية لا تقدر بثمن. بعض القطع المنهوبة قد تجد طريقها إلى السوق السوداء العالمية، مما يزيد من تعقيد استعادتها مستقبلاً.

وتشير منظمات دولية إلى أن هذا الاعتداء على المتحف الوطني لا يُعد فقط جريمة في حق الشعب السوداني، بل يُصنَّف ضمن الجرائم الثقافية الكبرى التي تستهدف هوية الشعوب وذاكرتها التاريخية. وقالت اليونسكو في بيان سابق إن استهداف المؤسسات الثقافية في مناطق النزاع يمثل انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية.

وسط هذه الكارثة، يغيب رد الفعل الرسمي من السلطات السودانية، ولا توجد حتى الآن أي معلومات عن فتح تحقيق أو اتخاذ إجراءات لاستعادة ما سُرق. يأتي ذلك في ظل انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة، بما فيها الجهات المعنية بحماية التراث.

تبقى فصول هذه الجريمة مفتوحة، لكن المؤكد أن ما ضاع من المتحف الوطني هو أكثر من مجرد قطع أثرية؛ إنه فقدان لجزء من روح السودان وهويته الثقافية الممتدة في عمق التاريخ.

Share This Article