شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصعيداً جديداً في المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تضارب في الروايات بشأن السيطرة الميدانية وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وأعلنت قوات الدعم السريع، أنها حققت تقدماً ميدانياً خلال الأيام الماضية، وتمكنت من التوغل في عدد من الأحياء الجنوبية بالمدينة، مشيرة إلى اقترابها من المرافق الحكومية، كما ذكرت أنها دخلت الأحياء الشمالية، وتحديداً حي الزيادية، الذي يقع بالقرب من كتيبة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوداني.
في المقابل، نفت الفرقة السادسة التابعة للقوات المسلحة السودانية تلك الادعاءات، مؤكدة أن المعارك دارت في مناطق خارج حدود المدينة، وأنه لم يتم تسجيل أي اختراق من قبل قوات الدعم السريع داخل الفاشر، وأكدت أن الوضع لا يزال تحت سيطرتها، مما يعكس حالة من الغموض والتضارب في المعلومات الميدانية، من جانب آخر، وأن العمليات العسكرية في الفاشر خلال الأيام العشرة الأخيرة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 165 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، ووفقاً لتنسيقية لجان المقاومة في المدينة، فقد تم إطلاق أكثر من 750 قذيفة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، مما تسبب في دمار واسع وسقوط ضحايا، وتبقى الأوضاع في مدينة الفاشر قابلة للتصعيد، في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة، فيما يتواصل القلق الإنساني بشأن مصير آلاف المدنيين العالقين في مناطق النزاع.