في خطوة وُصفت بأنها تعكس عمق العلاقات الثنائية والتضامن الدبلوماسي في أوقات الأزمات، أعادت دولة قطر افتتاح سفارتها في العاصمة السودانية الخرطوم، لتصبح أول بعثة دبلوماسية تُباشر أعمالها رسمياً في المدينة منذ اندلاع النزاع في البلاد.
وأشاد وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، الأستاذ خالد علي الإعيسر، بهذه الخطوة، موجهاً “تحية تقدير وعرفان لدولة قطر، قيادة وشعباً، على موقفها الأخوي الداعم للشعب السوداني، وحرصها على تعزيز العلاقات بين البلدين”. وقال الإعيسر رفرف علم دولة قطر الشقيقة أمس في مبنى سفارتها بالخرطوم، في مشهد أعاد الأمل، وعبّر فيه السودانيون عن سعادتهم بهذه العلاقة الطيبة والموقف المشرّف من الأشقاء في قطر.
وتأتي عودة البعثة القطرية في وقت حساس تمر فيه البلاد بأوضاع أمنية واقتصادية معقدة، حيث تعاني المؤسسات الحكومية والخدمية من تبعات الحرب التي اندلعت في أبريل 2023. وتُعد هذه الخطوة إشارة مهمة على بدء استعادة التوازن الدبلوماسي تدريجياً، وسط جهود إقليمية ودولية لإنهاء النزاع ودعم مسارات السلام.
من جهته، اعتبر مراقبون أن الخطوة القطرية قد تفتح الباب أمام تحركات مماثلة من دول أخرى لإعادة تمثيلها الدبلوماسي داخل السودان، ما يعزز جهود الحكومة في استعادة الحياة السياسية والمؤسسية بشكل تدريجي في العاصمة الخرطوم، وتُعد قطر من أبرز الدول التي ظلت تقدم الدعم الإنساني والإنمائي للسودان على مدى السنوات الماضية، وشاركت في رعاية عدد من مبادرات السلام، لا سيما في دارفور، وتؤكد هذه العودة الدبلوماسية التزام الدوحة بمواصلة دورها في مساندة الشعب السوداني خلال هذه المرحلة الحرجة.