في ظل التحديات الوطنية المتزايدة التي ألقت بظلالها على الأداء الخدمي في مختلف ولايات السودان، شدد والي الولاية الشمالية، اللواء الركن م. عبدالرحمن عبدالحميد إبراهيم، على ضرورة مضاعفة جهود المحليات لتحسين الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين، جاء ذلك خلال لقائه اليوم بالمدير التنفيذي لمحلية دنقلا، الدكتور مكاوي الخير، في مقر حكومة الولاية، وأوضح الوالي أن تحسين جودة الخدمات في الظروف الحالية لم يعد ترفاً بل أولوية قصوى، داعياً إلى اعتماد خطط استثنائية لمواجهة التحديات، وتعزيز التنسيق بين الأجهزة التنفيذية والخدمية في المحليات، بما يعزز الاستقرار المجتمعي ويخفف من الضغوط المعيشية المتزايدة على المواطن.
من جانبه، قدم المدير التنفيذي لمحلية دنقلا تنويراً مفصلاً عن سير العمل بالمشروعات الخدمية والتنموية الجارية، مع التركيز على الجهود المبذولة في عدد من القطاعات الحيوية، وأوضح أن المحلية تواصل تنفيذ مشروع تركيب منظومات الطاقة الشمسية لمحطات المياه، كمبادرة لتأمين إمدادات المياه وتقليل الاعتماد على الوقود في ظل النقص الحاد في مصادر الطاقة التقليدية، وفي المجال الصحي، أشار الدكتور مكاوي إلى أن الجهود مستمرة لتأهيل المراكز الصحية والمستشفيات الريفية، وتوفير الحد الأدنى من خدمات الرعاية الصحية، إلى جانب تنفيذ حملات موسعة لمكافحة نواقل الأمراض، وتحسين البنية الوقائية في الأسواق والأحياء.
لفت اللقاء أيضاً إلى الجهود الرقابية المبذولة لضبط عمليات نقل وعرض اللحوم، وضمان سلامة المسالخ وتهيئة أماكن الذبيح وفق الاشتراطات البيئية والصحية، بما يواكب تطلعات السكان ويحمي الصحة العامة، كما تعمل المحلية، بالتنسيق مع الجهات المختصة، على تنظيم الأسواق، إزالة التشوهات والمخالفات، وتحسين المظهر العام في المناطق الحيوية من المدينة، بالإضافة إلى صيانة وتأهيل الطرق الداخلية التي تضررت جراء عوامل الطبيعة أو غياب الصيانة خلال السنوات الماضية.
من الملفات المهمة التي تناولها اللقاء، مشروع محطة مياه دنقلا النيلية، حيث أشار المدير التنفيذي إلى أن المحلية تعكف حالياً على مراجعة التصاميم الفنية للمحطة تمهيداً لبدء مرحلة التنفيذ، باعتبارها من المشروعات الاستراتيجية التي ستعزز الأمن المائي بالمنطقة، كما يجري العمل على وضع التحضيرات النهائية لانطلاق الموسم الزراعي الصيفي، من خلال التنسيق مع المزارعين وتوفير مدخلات الإنتاج والتقانات الزراعية اللازمة، ما من شأنه أن يدعم جهود الأمن الغذائي المحلي ويعيد الحيوية للنشاط الزراعي الذي يُعد من أعمدة الاقتصاد المحلي.
في ختام اللقاء، شدد والي الشمالية على ضرورة أن تتحرك كل المحليات بوتيرة متسارعة، وألا تنتظر التوجيهات المركزية، بل تبادر إلى ابتكار حلول واقعية تتناسب مع مواردها وظروفها الخاصة، وأكد أن المرحلة تتطلب إدارة مرنة، قادرة على التكيّف مع الأوضاع، وتعمل بشفافية وانضباط يعيدان ثقة المواطن في الأداء الحكومي، وأضاف أن ولاية الشمالية، رغم التحديات، تملك إمكانات طبيعية وبشرية تؤهلها لأن تكون نموذجاً في إدارة الأزمات وتقديم الخدمات، متى ما توفرت الإرادة والعمل المؤسسي الجاد.