في إطار دعم العمل الدعوي والمجتمعي: والي الشمالية يطّلع على برامج هيئة علماء السودان ويؤكد تعزيز الشراكة المؤسسية

3 Min Read

في خطوة تعكس اهتمام الحكومة الولائية بتفعيل الدور المؤسسي للمؤسسات الدينية، التقى والي الولاية الشمالية، اللواء ركن م. عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم، بمكتبه اليوم، وفد هيئة علماء السودان بالولاية، بحضور مدير إدارة الشؤون الدينية، الجيلي الطيب، وذلك لمناقشة مجمل أنشطة الهيئة وخططها في المرحلة المقبلة.

خلال اللقاء، قدم وفد الهيئة عرضاً تعريفياً متكاملاً تناول الهيكل التنظيمي للهيئة، نظامها الأساسي، والأهداف الاستراتيجية التي تعمل على تحقيقها، وعلى رأسها تعزيز الوعي الديني، ومحاربة الغلو والتطرف، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في المجتمع، خصوصاً في ظل التحديات الثقافية والاجتماعية التي يواجهها السودان في المرحلة الراهنة، كما استعرض الوفد أبرز الأنشطة الدعوية والتربوية التي نفذتها الهيئة في محليات الولاية، بما يشمل الدروس المسجديّة، المنتديات الفكرية، وبرامج التوعية الميدانية، مشيراً إلى التفاعل الكبير من قبل المجتمع مع هذه المبادرات، وحاجة السكان لمزيد من الحضور الدعوي المنظم والمبني على المنهج الوسطي.

من جانبه، عبّر والي الشمالية عن تقديره الكبير لجهود هيئة علماء السودان، واصفاً إياها بأنها “منصة فكرية وروحية تلعب دوراً محورياً في بناء الوعي المجتمعي وتعزيز الاستقرار القيمي”، وأكد الوالي أن الهيئة مطالبة في هذا التوقيت بلعب دور أكثر اتساعاً في مواجهة التحديات الأخلاقية والفكرية، خاصة في المناطق التي شهدت اضطرابات أو نزوحاً، مشيراً إلى أن المجتمع يحتاج إلى رسائل تطمينية تدعم التماسك الاجتماعي وتعيد الثقة في قيم الدين والتعاون والسلام، ووعد الوالي بتوفير كافة أشكال الدعم الفني والإداري للهيئة، بما يضمن استدامة نشاطها، وتمكينها من الوصول إلى القرى والمناطق الطرفية عبر برامج دعوية متكاملة.

وفي ذات اللقاء، قدّم مدير إدارة الشؤون الدينية بالولاية، الجيلي الطيب، تقريراً مفصلاً عن سير العمل داخل الإدارة، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق قوافل دعوية موجهة إلى المجتمعات المتأثرة بالنزاعات والتحديات الاجتماعية، وأوضح أن تلك القوافل ستعمل على بث خطاب يعزز السلام المجتمعي، ويواجه خطاب الكراهية والفرقة والانقسام، مع التركيز على فئات الشباب والطلاب والنازحين.

يمثل هذا اللقاء نموذجاً لسياسة حكومة الولاية الشمالية الرامية إلى إعادة بناء العلاقة بين الدولة والمجتمع من خلال المؤسسات الدينية، خاصة تلك التي تتمتع بتاريخ طويل من الاعتدال والوسطية، مثل هيئة علماء السودان، كما يعكس رغبة متزايدة في توظيف الخطاب الديني البناء كوسيلة دعم روحي ومجتمعي في مواجهة الانقسامات والنزاعات التي أثرت على النسيج الاجتماعي في البلاد، وتأكيداً على أن التنمية لا يمكن أن تنفصل عن الإرشاد والتوجيه الفكري السليم.

Share This Article