عقد الدكتور قذافي محمد الحسن، وكيل جامعة بحري، أول اجتماع رسمي له مع الإدارات التنفيذية والمسجلين بمجمع كليات الجامعة في الكدرو، في خطوة تهدف إلى تقييم واقع العمل الإداري والأكاديمي، والتخطيط للمرحلة المقبلة التي تتطلب تعافياً تدريجياً من آثار الحرب، جاء الاجتماع بحضور مدير الجامعة، البروفيسور حاتم رحمة الله، إلى جانب المدير التنفيذي الأستاذ عفيفي محمد علي، ومشاركة واسعة من رؤساء إدارات مركزية، شملت: الموارد البشرية، الحرس الجامعي، الأصول والأوقاف، الخدمات، ومركز تقنية المعلومات، إضافة إلى مجلس المسجلين الذي يمثل العمود الفقري في إدارة شؤون الطلاب.
افتتح البروفيسور حاتم رحمة الله الاجتماع بكلمة أكد فيها أن جامعة بحري تمكنت، بفضل تماسك كوادرها، من عبور مرحلة حرجة حافظت خلالها على الحد الأدنى من التشغيل الأكاديمي والإداري رغم التحديات الأمنية والتقنية والانقطاع المؤسسي في بعض الفترات، وأشاد المدير بالجهود التي بذلتها الإدارة المالية، وثمّن تفاني المحاسبين والموظفين في مواصلة أداء مهامهم، رغم المخاطر والظروف غير المستقرة التي مرت بها البلاد، معتبراً ما تحقق “إنجازاً مؤسسياً يحمل دلالات مهمة على التزام الجامعة تجاه رسالتها الأكاديمية والوطنية”.
تناول الاجتماع تقارير مفصلة من الإدارات المختلفة، ركّزت على الإنجازات والتحديات خلال الفترة السابقة، وكان أبرزها:
- استمرار تعطل نظام التسجيل بسبب ضعف البنية التحتية للكهرباء والإنترنت.
- نقص المواد الرقمية الضرورية لسير العملية التعليمية، خصوصاً في الكليات التقنية والنظرية.
- التباطؤ في تنفيذ الترقيات الأكاديمية والإدارية.
- ضعف الربط الشبكي بين إدارات الجامعة والمراكز الإلكترونية.
كما تم تسليط الضوء على ضرورة تفعيل نظام التسجيل الإلكتروني في كلية الدراسات العليا كخطوة أولى في اتجاه التحول الرقمي الكامل، إضافة إلى إنشاء مصفوفة زمنية شاملة لإعادة تهيئة كافة المرافق وضمان عودة آمنة وفاعلة للموظفين وأعضاء هيئة التدريس.
في مداخلته، أكد د. قذافي محمد الحسن أن التحدي الأكبر في هذه المرحلة يتمثل في إعادة بناء الثقة بين الإدارة ومنسوبي الجامعة، وخلق بيئة مؤسسية مرنة تتواءم مع تطلعات الطلاب وهيئة التدريس، مشيراً إلى أن الرؤية التي يعمل بها تقوم على مبدأين أساسيين: الشفافية في الإدارة، والاستجابة السريعة للمتغيرات، وشدد على أن الجهود القادمة يجب أن تركز على تطوير الهيكل الإداري، وتحسين مستوى التنسيق بين الوحدات، ورفع كفاءة الأداء الرقمي، إلى جانب تعزيز ثقافة العمل الجماعي التي وصفها بأنها “الركيزة الحقيقية لاستدامة الجامعة”.
ناقش الاجتماع آليات تطوير التعليم الإلكتروني، وضرورة الاستثمار في البنية الرقمية، خاصة أن الواقع بعد الحرب أظهر هشاشة النظم التقليدية، وأهمية التحول نحو منظومات ذكية قادرة على التكيف مع الطوارئ، وتم الاتفاق على وضع خطة تنفيذية تتضمن مراحل تطوير البنية التحتية، وتدريب الكوادر، وتحديث أنظمة الربط الشبكي والمكتبات الإلكترونية.
خلص الاجتماع إلى ضرورة صياغة خارطة طريق استراتيجية تشمل إصلاحات إدارية وأكاديمية وتكنولوجية، مع التركيز على إعادة ترتيب الأولويات بما يتناسب مع التحديات الحالية، كما أكدت الإدارة التزامها بالتواصل المستمر مع منسوبي الجامعة، وتوفير بيئة مستقرة تدعم البحث والتدريس، وتعيد لجامعة بحري دورها المحوري في الساحة الأكاديمية السودانية.