كشف فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالسودان في تقرير حديث أن جميع أطراف النزاع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور ارتكبت انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب، بما في ذلك هجمات عشوائية على المدنيين وانتهاكات بحق الأعيان المدنية والبنية التحتية، وأوضح التقرير، المُحال من لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن، أن قوات الدعم السريع شنت منذ 11 مايو 2024 هجمات متكررة على مدينة الفاشر باستخدام المدفعية والطائرات المسيّرة، مع فرض حصار متزايد على المدينة، اشتد بعد السيطرة على مخيم زمزم في منتصف أبريل الحالي.
وأكد فريق الخبراء أن الهجمات تسببت في مقتل واغتصاب مدنيين، بمن فيهم نساء وفتيات، خلال بحثهن عن الغذاء والمياه كما وثّق المستشفى الرئيسي للفاشر 7 حالات اغتصاب مؤكدة، نُسبت بعضها إلى قوات الدعم السريع وأخرى إلى القوة المشتركة، وتعرض المدنيين للقتل، الإعدام الميداني، التهجير القسري، والنهب، إضافة إلى احتلال منازلهم من قبل القوات المتنازعة، وأشار التقرير إلى حادثة في يونيو 2024، قام خلالها أربعة جنود من الدعم السريع باقتحام منزل، والاعتداء على سكانه وارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الأسرة، كما اتهم التقرير الجيش السوداني والقوة المشتركة المتحالفة معه بنهب ممتلكات في عدد من الأحياء ومخيمات النازحين، من بينها مخيم أبو شوك.
كشف التقرير عن تنفيذ عمليات اعتقال تعسفي من قبل كل من القوة المشتركة والدعم السريع، استهدفت مدنيين ونشطاء وصحفيين، جرى احتجاز بعضهم في ظروف قاسية، داخل حاويات شحن، ولفترات وصلت إلى أسبوعين دون توفير احتياجات أساسية، حدد التقرير أسماء قادة عسكريين من الطرفين أشرفوا على العمليات العسكرية في الفاشر، إلى جانب قادة من الحركات الدارفورية المتحالفة مع الجيش ضمن القوة المشتركة، وأوضح فريق الخبراء أنه أجرى مقابلات موسعة مع جميع الأطراف، بما في ذلك القوات المتحاربة، ضحايا وشهود عيان، إلى جانب ممثلي المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة، مؤكداً أن ما جرى في الفاشر يمثل تدهوراً خطيراً في الوضع الإنساني والأمني يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لضمان المساءلة ووقف الانتهاكات.