حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطورة الأوضاع الإنسانية في السودان، مؤكداً في كلمته الافتتاحية أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة أن المدنيين هناك يتعرضون للقتل والتجويع وتكميم الأصوات، بينما تواجه النساء والفتيات أشكالاً من العنف المروع.
شدد غوتيريش على أن الحل العسكري للنزاع القائم في السودان ليس خياراً قابلاً للتطبيق، داعياً المجتمع الدولي إلى وقف أي دعم خارجي من شأنه تغذية الصراع وإطالة أمد الحرب. وأكد أن الشعب السوداني يستحق السلام والكرامة والأمل، مشيراً إلى أن استمرار القتال يؤدي فقط إلى المزيد من الدماء وتدمير النسيج الاجتماعي.
أوضح الأمين العام أن الأزمة السودانية تعكس غياب المساءلة والإفلات من العقاب، معتبراً أن هذه الممارسات تمثل محركاً رئيسياً للفوضى وعدم الاستقرار. وأكد أنه لا يمكن بناء مستقبل مستقر دون إنهاء تلك الانتهاكات وضمان العدالة للضحايا.
وضع غوتيريش السودان في صدارة خطابه الذي تناول أبرز التحديات العالمية، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة، بعد ثمانية عقود من تأسيسها، لا تزال تمثل منصة للحوار من أجل السلام والدفاع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان. وأضاف أن الخيارات المطروحة أمام الدول الأعضاء ليست مجرد قضايا نظرية، بل تتعلق مباشرة بمصير ملايين البشر.
تأتي تصريحات الأمين العام في وقت تتواصل فيه الحرب في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من عشرة ملايين شخص داخلياً وخارجياً. وأشار مراقبون إلى أن هذا النزاع بات واحداً من أعقد الأزمات في تاريخ السودان الحديث، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية وانهيار واسع في الخدمات الأساسية.