تواجه مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، أوضاعاً إنسانية متدهورة نتيجة تصاعد الهجمات الجوية بواسطة طائرات مسيّرة، ما أدى إلى تفاقم أزمة الخدمات الأساسية وشح مصادر الطاقة، وتقييد حركة الأنشطة اليومية للسكان، فقد أدت الغارات الجوية الأخيرة إلى تضرر منشآت حيوية، شملت محطات كهرباء ومستودعات وقود، مما تسبب في اندلاع حرائق وتوقف جزئي للخدمات في عدة أحياء بالمدينة، وأكدت شبكة أطباء السودان تسجيل 17 إصابة، منها 9 حالات اختناق نتيجة الدخان المتصاعد من مواقع الحرائق، إلى أن انقطاع التيار الكهربائي بات متكرراً، مما انعكس سلباً على عمل المستشفيات والخدمات الصحية، إضافة إلى تفاقم أزمة مياه الشرب، حيث يضطر المواطنون إلى شراء المياه بأسعار باهظة، وسط اعتمادهم على مصادر محدودة وغير كافية.
الضربات الجوية دفعت الكثير من سكان الأحياء القريبة من مواقع الهجمات إلى النزوح نحو المناطق الطرفية في المدينة، إلى تزايد أعداد قرروا مغادرة البلاد، وأكدت شركة الكهرباء الوطنية أنها بدأت عمليات إصلاح لمحطات الكهرباء المتضررة، بينما أعلنت وزارة الطاقة والنفط أن تدفق الوقود مستمر، وطمأنت المواطنين بأن هناك بدائل لتفادي أي أزمة في الإمدادات، وفي إطار الإجراءات الأمنية، قررت لجنة أمن ولاية البحر الأحمر إغلاق المقاهي ومحال المهن الهامشية في السوق الرئيسي وبعض المناطق الاستراتيجية، وهو قرار أثار انتقادات من مواطنين يرون فيه ضرراً مباشراً على سبل عيشهم اليومية.
استهدفت الغارات خلال الأيام الأخيرة منشآت مهمة من بينها قاعدة عثمان دقنة الجوية، وقاعدة فلامنغو البحرية، ومطار بورتسودان، ومستودعات الوقود في الميناء الجنوبي، ما أدى إلى تصاعد أصوات المدافع الأرضية في سماء المدينة، وسط انقطاع متواصل للتيار الكهربائي، وتستمر هذه التطورات وسط تحذيرات دولية من تصاعد حدة الصراع وتأثيره على الأوضاع الإنسانية، في وقت تتخذ فيه بورتسودان موقعاً حيوياً لعبور المساعدات الإنسانية في البلاد.