أُعلن عن استئناف العمل في مستشفى بشائر التعليمي جنوب الخرطوم بعد توقف دام عدة أشهر، وذلك في إطار جهود مكثفة لاحتواء تفشي وباء الكوليرا في المنطقة وتلبية الاحتياجات الطبية الطارئة للسكان، بالتعاون بين الجهات الصحية المحلية ومنظمة دولية معنية بتقديم الرعاية الطبية في مناطق النزاع، والعودة إلى المستشفى جاءت بعد تعليق العمل في يناير الماضي على خلفية الأوضاع الأمنية، ليتم لاحقاً توسيع نطاق الأنشطة الطبية، ويجري حالياً تجهيز وحدة علاج كوليرا بطاقة استيعابية تصل إلى 20 سريراً، وتوفير إمدادات دوائية وتعزيز الكوادر الصحية، بعد تدريب أكثر من 60 عاملًا في المستشفى.
وكانت مستشفى بشائر قد توقفت عن تقديم خدماتها مع بداية النزاع المسلح في الخرطوم في أبريل 2023، قبل أن يعاد تشغيله لاحقاً بجهود المسعفين والمتطوعين، خلال الفترة القصيرة التي استأنف فيها عمله، استقبل المستشفى مئات المرضى والجرحى، وقدم خدمات طبية حرجة شملت عمليات جراحية وولادات، ورغم الجهود المستمرة، واجهت المرافق الطبية في العاصمة صعوبات عديدة، بما في ذلك نقص الإمدادات الجراحية وحوادث اقتحام مسلحة، وقد أدى ذلك إلى إغلاق المستشفى بشكل مؤقت في أكثر من مناسبة، مع تسجيل حالات عنف أثرت على المرضى والطاقم الطبي.
ويأتي استئناف الأنشطة الطبية في ظل تدهور واسع في البنية التحتية الصحية بالخرطوم، وتزايد عدد الحالات المصابة بالكوليرا، لا سيما مع محدودية الوصول إلى مياه نظيفة وخدمات الصرف الصحي في المناطق المكتظة بالنازحين، كما تسعى الجهات الصحية إلى توفير خدمات طبية متنقلة في وسط وجنوب الخرطوم لتغطية الفجوات القائمة، في ضوء هذه التطورات، تتواصل الدعوات لتكثيف الدعم الدولي العاجل للقطاع الصحي في السودان، لضمان استمرارية تقديم الرعاية الطبية المنقذة للحياة للسكان المتأثرين بالصراع.
