شهدت حركة العودة للاجئين السودانيين من مصر إلى وطنهم زيادة ملحوظة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، حيث أفادت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 72 ألف سوداني عادوا إلى السودان في الفترة بين يناير ومارس 2025، ما يعكس تأثير الأوضاع الأمنية والإنسانية الصعبة في السودان على حياة المواطنين.

هذا الرقم يعكس زيادة كبيرة مقارنة بالعام 2024، حيث بلغ العدد الإجمالي للعائدين من مصر إلى السودان أكثر من 114 ألف شخص، أي بزيادة تصل إلى سبع مرات عن العام الماضي. وتعتبر هذه الزيادة مؤشراً على تفاقم الأزمة المستمرة منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، وهو ما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السودانيين إلى الدول المجاورة، خصوصاً مصر.
وبحسب تقرير مصفوفة تتبع النزوح في السودان، سجلت العودة الجماعية للسودانيين من مصر وتيرة متسارعة في الربع الأول من عام 2025. وقد أشارت تقديرات المنظمات الإنسانية إلى أن حركات العودة هذا العام قد تصل إلى أرقام قياسية في الأشهر المقبلة، حيث تتوقع المنظمة الدولية للهجرة أن تستمر الزيادة في أعداد العائدين خلال الستة أشهر القادمة.
ومن خلال متابعة المعابر الحدودية، تبين أن معظم العائدين عبروا من معبري أشكيت وأرقين، حيث سجل معبر أشكيت حوالي 87% من الحركات بينما سجل معبر أرقين 13%. في الوقت ذاته، تشير البيانات إلى أن معظم العائدين هم من سكان الخرطوم بنسبة 71%، في حين يعود 22% منهم من ولاية الجزيرة.
وفي ضوء هذا الوضع، لا تزال التحديات الإنسانية قائمة في السودان، مع استمرار نقص الخدمات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية، مما يزيد من معاناة العائدين. وتستمر المنظمات الإنسانية في توثيق وتقديم الدعم للأشخاص المتأثرين بالنزاع، كما تواصل دعواتها لتوفير ممرات إنسانية آمنة لجميع المحتاجين.
من المتوقع أن تستمر عمليات العودة من الدول المجاورة إلى السودان بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع استمرار النزاع وتأثيراته على مختلف الفئات السكانية داخل البلاد.