نفذت القوات المسلحة السودانية عملية إنزال جوي جديدة داخل مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في محاولة لتخفيف الحصار المفروض على المدينة منذ قرابة العامين.
ووفقًا لمصادر عسكرية مطلعة، تمت العملية على دفعتين وشملت إسقاط طرود إمداد عبر المظلات، وهي العملية الثانية من نوعها خلال عشرة أيام.
وأضافت المصادر أن اثنين من الطرود سقطا في مناطق وسطى بين مواقع تمركز الجيش وقوات الدعم السريع، وسط ظروف ميدانية معقدة وصعوبات في إيصال الإمدادات للقوات المنتشرة داخل المدينة.
وفي المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها تمكنت من إسقاط طائرة مسيّرة تركية الصنع من طراز “أكينجي” كانت تحلق فوق سماء الفاشر، مشيرة إلى أنها كانت تقوم بمهام استطلاعية وهجومية.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه المدينة تبادلًا مدفعيًا متقطعًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي تسيطر على الأجزاء الجنوبية من الفاشر.
ويُعد استخدام الطائرات المسيّرة من هذا الطراز تطورًا نوعيًا في طبيعة الصراع العسكري في شمال دارفور، ما يعكس تصاعدًا في مستوى التقنيات العسكرية المستخدمة من الطرفين.
وفي سياق متصل، كشفت شهادات لجنود داخل المدينة عن وجود شبهات فساد تتعلق بالمخصصات المالية المخصصة للإعاشة خلال فترة الحصار.
وبحسب تسجيل صوتي حصلت عليه صحيفة “التغيير”، قال جنود من الفرقة السادسة والقوات المشتركة إن القيادة خصصت مليون جنيه سوداني لكل فرد لتغطية الاحتياجات المعيشية، إلا أن المبلغ لا يغطي سوى جزء محدود من المتطلبات اليومية نظرًا لارتفاع الأسعار داخل المدينة.
وأشاروا إلى أن سعر كميات محدودة من الدخن (“الكورية”) تجاوز 250 ألف جنيه، ما اضطر بعضهم لاستخدام علف الحيوانات “الأمباز” كبديل غذائي في ظل انعدام الذرة والدخن من الأسواق.
وأوضح الجنود أن الوجبة الأساسية باتت تقتصر على حساء الويكة الناشفة دون إضافات، مطبوخة بعلف “الأمباز”، في ظروف قاسية يواجهها خصوصاً المرضى والجرحى داخل المدينة المحاصرة.
وتخضع مدينة الفاشر منذ أبريل 2024 لحصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع، يمنع دخول السلع الغذائية والأدوية والمساعدات الإنسانية.
وأدى ذلك إلى انعدام المواد الأساسية وارتفاع أسعار المتبقي منها إلى مستويات غير مسبوقة، مع صعوبات شديدة في الإمدادات داخل المدينة.
وخلال الشهرين الماضيين، تصاعدت العمليات العسكرية في محيط الفاشر، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني وزيادة معاناة المدنيين والجنود على حد سواء، في ظل غياب أي بوادر لحل قريب للأزمة.