عبد الله حمدوك استمرار الحرب كارثة وطنية والإصرار على الحسم العسكري يعيق السلام

3 Min Read

في الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في السودان، أعرب رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تحالف صمود، عبد الله حمدوك، عن أسفه العميق لاستمرار الصراع وتفاقم تداعياته الإنسانية والسياسية، محذراً من خطورة المضي في خيار الحسم العسكري، ومشدّداً على أن لا مخرج للأزمة إلا عبر حل سياسي شامل.

وفي بيان صدر اليوم من العاصمة البريطانية لندن، قال حمدوك، تمر علينا الذكرى الثانية لهذه الحرب المدمّرة التي اجتاحت بلادنا من أدناها إلى أقصاها، ولا يزال صوت البندقية هو الأعلى، في وقت تتوعد فيه أطراف النزاع بالمزيد من القتل والدمار.

واتهم حمدوك ما وصفها بقوى النظام السابق التي أُطيح بها في ثورة ديسمبر، بالسعي إلى تأجيج النزاع لتحقيق مكاسب سياسية والعودة إلى السلطة، معتبراً أن تلك الأطراف تلعب دوراً رئيسياً في إطالة أمد الحرب.

كما أعرب عن قلقه من تصاعد ما وصفه بالانتشار الواسع للممارسات الداعشية، محذراً من خطر تحوّل السودان إلى بؤرة لتطرف عابر للحدود، ما يشكل تهديداً مباشراً للسلم الإقليمي والدولي وأضاف أن الخطاب المتطرف، والاستهداف الممنهج لبعض المكونات، يعيدان البلاد إلى مربع الخوف من الإرهاب والتدخلات الخارجية.

وأشار حمدوك إلى ما وصفه بعودة نهج النظام السابق في زعزعة استقرار الإقليم والدخول في مواجهات دبلوماسية غير مدروسة، مستشهداً بالتصعيد الأخير تجاه دول الجوار والدعوى القضائية المقدمة ضد دولة الإمارات.

وفي المقابل، ثمّن حمدوك دور دول الجوار والمجتمع الدولي في استضافة اللاجئين السودانيين ودعم مبادرات وقف إطلاق النار، مؤكداً أن مسؤولية إنهاء الحرب تقع أولاً وأخيراً على عاتق السودانيين أنفسهم، ووصف حمدوك الوضع الإنساني الراهن في السودان بأنه أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم، مرحباً بعقد اجتماع وزاري بشأن السودان في لندن، وداعياً إلى اتخاذ قرارات عملية لحماية المدنيين ووقف المعاناة.

وأكد أن التعنت والإصرار على الحسم العسكري يهددان فرص الوصول إلى سلام دائم، مشدداً على أن لا توجد حلول عسكرية مهما طال أمد الحرب، وجدد حمدوك تمسكه بمبادرة نداء سلام السودان، التي أطلقها تحالف صمود خلال شهر رمضان الماضي، وتقوم على عدة محاور رئيسية، أبرزها

  • عقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي.
  • وقف فوري لإطلاق النار يتبعه وقف دائم واتفاق سلام شامل.
  • ترتيبات دستورية انتقالية تُهيئ لحوار وطني شامل يخاطب جذور الأزمة.
  • التحول نحو نظام مدني ديمقراطي فيدرالي وجيش وطني موحد.

وفي ختام بيانه، دعا حمدوك جميع السودانيين إلى تجاوز الخلافات والعمل بشكل جماعي من أجل وقف النزيف الإنساني ووضع أسس لسلام مستدام، مؤكداً انفتاحه على كل الآراء البناءة وثقته في دعم الشعب السوداني لمبادرات تحقيق السلام.

Share This Article