سنار تواجه وباء الكوليرا: 70 إصابة وخمس وفيات والسلطات تتحرك للحد من الانتشار

3 Min Read

تشهد ولاية سنار تصاعداً ملحوظاً في عدد الإصابات بوباء الكوليرا، وسط أوضاع صحية مقلقة ونقص في خدمات المياه الآمنة، وأعلنت وزارة الصحة في الولاية عن تسجيل 70 حالة إصابة مؤكدة بالكوليرا خلال الأيام الخمسة الماضية، من بينها 5 حالات وفاة، في وقت لا تزال فيه 31 حالة قيد العزل الطبي، مع توقعات بخروجها خلال الأيام القادمة بعد استقرار وضعها الصحي، وقال وزير الصحة بسنار، الدكتور إبراهيم العوض أحمد، إن عدد الإصابات في تراجع نسبي، مرجعاً ذلك إلى الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الوزارة بالتعاون مع الجهات الحكومية والمجتمعية. وأضاف أن أكثر من 30 حالة تماثلت للشفاء، في حين سُجلت اليوم فقط 3 إصابات جديدة دون أي وفيات.

تفيد التقارير الطبية بأن السبب الرئيس لتفشي الكوليرا في سنار هو استخدام مياه غير آمنة للشرب، نتيجة لتوقف عدد من محطات الضخ بسبب انقطاع التيار الكهربائي، في ظل أزمة بنية تحتية خانقة تعيشها مناطق عديدة في الولاية، وتفاقم الوضع الصحي مع الاعتماد على مصادر مياه مكشوفة، مما زاد من خطر انتقال العدوى.

كجزء من الإجراءات العاجلة، أعلنت السلطات إغلاق سوق سنار يوم الجمعة المقبل، ومنعت بشكل رسمي توزيع المياه العشوائية بواسطة “الكوارو”، كما حظرت استخدام مياه الترع والمصادر المكشوفة، في محاولة جادة للحد من استخدام المياه الملوثة، كما شملت خطة الاستجابة تنفيذ حملات نظافة واسعة النطاق، شملت مناطق متعددة داخل مدينة سنار، بمشاركة طلاب كلية الطب بجامعة سنار، ومتطوعي الهلال الأحمر، ومنظمات المجتمع المدني، في خطوة تهدف إلى تحسين البيئة المحلية وتعزيز الوعي الصحي بين المواطنين.

في سياق متصل، حذّرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان من تكرار سيناريوهات مماثلة في ولايات أخرى، وأكدت في بيان لها أن عدداً كبيراً من حالات الإسهال المائي المسجلة في البلاد تعود إلى الإصابة بالكوليرا، ودعت إلى تحرك وطني منسق، مشددة على ضرورة توفير المحاليل الوريدية والكوادر الصحية، إلى جانب تعزيز الرقابة على مصادر المياه.

ويخشى مراقبون أن تؤدي الأوضاع الحالية إلى انهيار إضافي في النظام الصحي بالولاية، خاصة مع نقص الدعم اللوجستي، وضعف الخدمات في مراكز العزل، وغياب الدعم الكافي من الحكومة المركزية، وتقول منظمات إنسانية إن استمرار تفشي الكوليرا بهذا الشكل قد يعرض آلاف الأسر لمخاطر جسيمة، خصوصاً في الأحياء الطرفية ومناطق النزوح، وبينما تتواصل الجهود لاحتواء الوضع، تبقى الأزمة الصحية في سنار جرس إنذار للسلطات السودانية، بضرورة التحرك السريع لتفادي كارثة وبائية محتملة، وتوفير موارد طبية وإنسانية كافية لحماية أرواح المدنيين.

Share This Article