قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى السودان، أيدان أوهارا، إن إنهاء الحرب في السودان يُعد أولوية عالية بالنسبة للاتحاد، مشدداً على أن إنهاء النزاع المسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع هو السبيل الوحيد لتخفيف المعاناة الإنسانية التي تشهدها البلاد، وأشار أوهارا إلى أن استمرار الحرب، التي دخلت عامها الثالث، أدى إلى تداعيات خطيرة، شملت موجات نزوح واسعة، تدمير البنية التحتية، وتراجع مستوى الخدمات الأساسية في مختلف أنحاء البلاد، كما دعا إلى تعاون دولي لإيجاد حلول مستدامة تنهي النزاع وتدعم جهود التعافي.
أكد سفير الاتحاد الأوروبي أهمية الدور الذي تلعبه غرف الطوارئ في السودان، واصفاً إياها بأنها استجابة محلية فعّالة تساهم في سد الفجوة التي خلّفها غياب العديد من المنظمات الإنسانية الدولية، وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يثمّن جهود هذه المجموعات في تقديم المساعدات للمتضررين من النزاع، لا سيما في مجالات الصحة، المياه، الصرف الصحي، الحماية، والإجلاء، وكان الاتحاد الأوروبي قد منح جائزة عام 2025 لغرف الطوارئ السودانية تقديراً لجهودها في المجال الإنساني، وأقيم بهذه المناسبة حفل في العاصمة المصرية القاهرة، تضمن عرضاً مصوراً بعنوان “صوت من الميدان”، يُبرز دور المتطوعين في الاستجابة للمحتاجين.
أوضحت المتحدثة باسم غرف الطوارئ أن الجائزة تمثل دافعاً معنوياً للاستمرار في خدمة المجتمعات، مؤكدة أن الغرف دعمت حتى الآن أكثر من 500 مؤسسة صحية في مختلف أنحاء البلاد، وأشارت إلى أن هذه الاستجابة يقودها المجتمع المحلي، وتعتمد على التضامن والتنسيق بين المتطوعين ومنظمات المجتمع المدني، من جانبها، طالبت الدكتورة زحل بمحاسبة كل من ارتكب انتهاكات ضد النساء والأطفال خلال فترة النزاع، مشيرة إلى التحديات التي تواجه القطاع الصحي بعد تدمير أكثر من 119 منشأة صحية، وندرة الإمدادات الطبية الأساسية، ما ساهم في زيادة معدلات الوفاة بالأمراض القابلة للعلاج.
ويواجه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعاني الملايين من نقص حاد في الغذاء، المياه، والرعاية الصحية، كما تؤثر الظروف الأمنية غير المستقرة على إيصال المساعدات، في ظل خروج عدد كبير من المنظمات الدولية نتيجة النزاع المستمر، وتنتشر غرف الطوارئ في العديد من المناطق المتأثرة، حيث تقدم خدمات أساسية تشمل الرعاية الصحية، توزيع المواد الغذائية، وخدمات الحماية والدعم النفسي، وتُعد نموذجاً للمبادرات المحلية التي ظهرت كخط دفاع أول في ظل الفراغ الذي خلّفته الحرب، وفي ختام تصريحاته، شدد السفير أوهارا على أن الأمل لا يزال قائماً في إنهاء الحرب وتحسين الظروف الإنسانية، مؤكداً دعم الاتحاد الأوروبي لأي جهد يُسهم في تحقيق السلام والاستقرار في السودان.