تشهد الأسواق السودانية، الرسمية والموازية، تدهوراً غير مسبوق في سعر صرف الجنيه السوداني، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي حاجز 2700 جنيه سوداني في السوق السوداء اليوم الجمعة 18 أبريل 2025، ما يُعد من أعلى المستويات في تاريخ السودان، يأتي هذا الانخفاض الحاد في ظل دخول الحرب الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع عامها الثالث، مما تسبب في شلل اقتصادي شامل أثّر على القطاعات الحيوية، وتسبّب في فرار الاستثمارات، وتراجع الصادرات، وانكماش القطاع المصرفي.
تشير البيانات الاقتصادية إلى أن الجنيه السوداني كان يُتداول عند نحو 570 جنيهاً مقابل الدولار في بداية الحرب منتصف أبريل 2023، قبل أن يبدأ مساراً تصاعدياً حاداً حتى تجاوز 3000 جنيه في بعض الفترات خلال عام 2024، ليستقر الآن فوق 2700 جنيه بفعل المضاربات ونقص العملة الأجنبية، أدى هذا التدهور السريع في قيمة الجنيه إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية مثل الوقود، القمح، الدواء، وتآكل القوة الشرائية للمواطنين، مع صعوبة كبيرة في تأمين الاحتياجات اليومية، وازدهار السوق السوداء والمضاربات بالعملات الأجنبية في ظل غياب رقابة فعالة، وشلل في الاستيراد والتصدير، ما زاد من أعباء التجار والمستهلكين على حد سواء.
في ظل هذا الوضع الاقتصادي الحرج، تتزايد الدعوات لاتخاذ إجراءات سريعة ومركزة، تشمل: إعادة هيكلة النظام المصرفي، وتأمين موارد العملة الأجنبية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية لتوفير التمويل والمساعدات الفنية، ويرى مراقبون أن استمرار الحرب دون أفق سياسي واضح، سيُبقي الاقتصاد السوداني في دائرة الانهيار، ما لم يتم وقف التصعيد العسكري، واستعادة الاستقرار السياسي والمؤسسي، وفتح قنوات الدعم الدولي، بما يسمح بإنعاش تدريجي للجنيه واستعادة ثقة المستثمرين والمواطنين.
