شهدت أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني تبايناً ملحوظاً خلال تعاملات صباح اليوم الثلاثاء، حيث ارتفعت بعض العملات العربية وتراجعت أخرى من العملات الأجنبية، في حين حافظت بعض العملات على استقرارها، ويأتي هذا التباين بعد تراجع جماعي في قيمة الجنيه خلال اليوم السابق، ما انعكس على قدرته الشرائية أمام الدولار والعملات الأخرى في السوق الرسمية والموازية، بلغ سعر الدولار في السوق الموازي 2780 جنيهاً للبيع و2730 جنيهاً للشراء، وسط استمرار التقلبات اليومية في أسعار الصرف، ويعاني السوق من نقص في العملات الأجنبية، مما يدفع تجار السوق الموازي إلى تنفيذ عمليات شراء واسعة للاستفادة من الفروقات السعرية.
هذا الوضع يعكس استمرار الضغوط على الاقتصاد السوداني الذي يواجه تحديات كبيرة، من بينها ارتفاع معدلات التضخم، البطالة، وتراجع الإنتاج المحلي، كما أن ضعف الاحتياطي النقدي وتزايد الاعتماد على الواردات، لا سيما في قطاعي الوقود والسلع الغذائية، يفاقمان أزمة الطلب على العملات الأجنبية.
وتشير التقارير المالية إلى نشاط ملحوظ في السوق السوداء، مع تصاعد عمليات تداول العملات الأجنبية منذ بداية مايو، ما أدى إلى مزيد من التدهور في قيمة الجنيه، وتُعزى هذه التحركات جزئياً إلى محاولات من قبل بعض المستثمرين لتحويل أموالهم إلى الخارج، في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة.
ويواجه المواطنون صعوبة متزايدة في الحصول على السلع الأساسية نتيجة ارتفاع الأسعار، بينما تستمر الدعوات إلى تعزيز الاستقرار المالي، وضبط سوق الصرف، وتفعيل السياسات النقدية والمالية للحد من التراجع المستمر في قيمة العملة الوطنية.
