أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، زيارة مفاجئة إلى العاصمة الإريترية أسمرا، حيث التقى بالرئيس الإريتري أسياس أفورقي في قصر الرئاسة، في خطوة تحمل رسائل سياسية وإقليمية وسط تصاعد وتيرة الأزمة السودانية وبحسب بيان رسمي صادر عن مجلس السيادة، ناقش الجانبان خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتنسيق المواقف في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. كما تم التطرق إلى تطورات الوضع في السودان، خصوصاً في ظل الحرب المستمرة منذ عام بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والانعكاسات الإنسانية والأمنية لهذا الصراع على دول الجوار، وعلى رأسها إريتريا.
تأتي زيارة البرهان في توقيت بالغ الحساسية، في ظل عزلته الدولية المتزايدة وتصاعد الضغوط عليه من قوى إقليمية ودولية تطالبه بوقف الحرب والانخراط في مسار تفاوضي جاد. ويرى مراقبون أن الزيارة تحمل طابعاً استراتيجياً يسعى من خلاله البرهان لتأمين دعم إريتري سياسي وربما لوجستي في ظل التقارب بين بعض دول الجوار وقوات الدعم السريع وفي المقابل، لم تصدر الرئاسة الإريترية بياناً تفصيلياً حول فحوى المباحثات، مكتفية بالإشارة إلى أن اللقاء تناول تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات.
وتشكل إريتريا إحدى دول الجوار التي تخشى من تدفق اللاجئين السودانيين إلى أراضيها، خصوصاً من ولايات شرق السودان التي لا تبعد كثيراً عن الحدود الإريترية. كما أن هناك مخاوف متزايدة من تحول مناطق التماس الحدودي إلى بؤر تهريب وسلاح، في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد.
يُنظر إلى الزيارة أيضاً باعتبارها محاولة من البرهان لإعادة ترتيب تحالفاته الإقليمية، خاصة بعد فتور العلاقات مع بعض الدول المؤثرة في المشهد السوداني. وقد سبق أن زار البرهان كلاً من مصر، تركيا، وإثيوبيا خلال الأشهر الماضية، في إطار حشد الدعم لمجلس السيادة الانتقالي الذي يواجه تحديات سياسية وعسكرية متزايدة.