الخرطوم، 2 أبريل 2025 – في إطار جهود منظمة الهجرة الدولية لتعزيز الاستقرار الإنساني في السودان، قام رئيس بعثة المنظمة في السودان، الدكتور محمد رفعت، بزيارة رسمية إلى العاصمة الخرطوم للوقوف على الأوضاع الإنسانية في المناطق المتأثرة بالنزاع، وبحث سبل دعم إعادة الإعمار وتسهيل العودة الطوعية للنازحين إلى مناطقهم الأصلية.
خلال زيارته، عقد الدكتور محمد رفعت سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين سودانيين لمناقشة خطط إعادة الإعمار وبرامج دعم النازحين. التقى بدايةً بمفوض العمل الطوعي والإنساني بولاية الخرطوم، السيد خالد عبد الرحيم، حيث بحثا سبل التعاون في جمع البيانات حول أوضاع النازحين لضمان توفير الخدمات الأساسية لهم، مثل الغذاء والمياه والصحة والتعليم. وأكد الجانبان على أهمية إنشاء قاعدة بيانات دقيقة للنازحين، بما يسهل تحديد احتياجاتهم ووضع خطط فعالة لإعادة دمجهم في مجتمعاتهم. وكما التقى رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية بوزير التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، الأستاذ صديق فريني، الذي رحب بهذه الزيارة، مشددًا على أهمية التنسيق المستمر بين المنظمة والجهات الحكومية لضمان عودة آمنة ومستدامة للنازحين، مع توفير الدعم الكافي لهم لضمان استقرارهم وعدم تعرضهم لمزيد من المعاناة.
أكد الدكتور محمد رفعت أن منظمة الهجرة الدولية تعمل على تنفيذ برامج إعادة تأهيل المناطق المتضررة من النزاع، عبر توفير البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل:
- إعادة بناء المنازل والمرافق العامة التي دُمرت خلال النزاع.
- تحسين الخدمات الصحية من خلال تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية، مع تقديم الرعاية الطبية والعلاج للنازحين.
- توفير مياه الشرب النظيفة عبر إصلاح محطات المياه المتضررة وإنشاء آبار جديدة في المناطق الأكثر تضررًا.
- الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين، لا سيما النساء والأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية بسبب النزاع، من خلال مراكز تأهيل وتقديم الدعم النفسي لهم.
- إعادة فتح المدارس للأطفال النازحين وتقديم الدعم التعليمي لمنع انقطاعهم عن الدراسة.
وأشار د. رفعت إلى أن منظمة الهجرة الدولية تعمل على حشد الدعم الدولي لتوفير التمويل اللازم لإنجاز مشروعات إعادة الإعمار، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي أبدى استجابة إيجابية تجاه دعم السودان في هذه المرحلة الحرجة. وأضاف أن المنظمة تسعى إلى تعزيز التعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى لتنسيق الجهود وضمان وصول المساعدات إلى المستحقين بأسرع وقت ممكن. ورغم هذه الجهود، أشار د. رفعت إلى وجود تحديات كبيرة تعرقل عودة النازحين، من بينها:
- استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في بعض المناطق، مما يجعل العودة محفوفة بالمخاطر.
- نقص الموارد والتمويل اللازم لتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار بشكل كامل.
- الحاجة إلى إزالة الألغام والمخلفات الحربية التي تشكل خطرًا كبيرًا على العائدين، ما يستلزم تدخلًا عاجلًا من المنظمات المتخصصة.
في ختام زيارته، شدد الدكتور محمد رفعت على التزام منظمة الهجرة الدولية بدعم السودان في تجاوز هذه المرحلة الصعبة، معربًا عن أمله في تحقيق السلام والاستقرار الدائم في البلاد، مما يسهل عودة النازحين وتنفيذ خطط التنمية المستدامة. وأكد أن المنظمة ستواصل جهودها مع الحكومة السودانية والشركاء الدوليين لضمان نجاح عمليات إعادة الإعمار وتحقيق التعافي للمجتمعات المتأثرة.
