دعا رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، قيادات ورموز الإدارة الأهلية إلى الاضطلاع بدور رئيسي في عملية الاستشفاء الوطني وإعادة إعمار البلاد، ضمن مشروع حكومة الأمل، مشددا على أهمية توظيف حكمة هذه القيادات في المرحلة الانتقالية الحرجة التي تمر بها البلاد.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه، اليوم الإثنين، مع وفد المجلس الأعلى للإدارة الأهلية في مجمع الوزارات بمدينة بورتسودان، حيث جرى بحث السبل الكفيلة بتهيئة البيئة الاجتماعية الداعمة لإنجاح الفترة الانتقالية، إلى جانب تعزيز التماسك المجتمعي وإعادة صياغة البنية الاجتماعية التي تأثرت بسنوات الحرب، وأكد رئيس الوزراء أن الإدارات الأهلية تلعب دورًا محوريًا داخل مجتمعاتها، داعيًا إلى توظيف هذا الدور لصالح القضية الوطنية، والمساهمة الفاعلة في جهود بناء السلام وإعادة اللحمة الاجتماعية.
وشارك في الاجتماع وزير الحكم الاتحادي، محمد كرتكيلا، الذي أشار إلى أن الحرب أفرزت واقعًا جديدًا يستوجب مراجعة قانون الإدارة الأهلية، موضحًا أن المراجعة قد تمت بالفعل، مع الترتيب لعقد ورش عمل تهدف إلى تجويد أداء الإدارات الأهلية وجعله متسقًا مع متطلبات دولة القانون.
من جانبهم، استعرض أعضاء وفد الإدارة الأهلية القدرات المجتمعية والدبلوماسية الشعبية التي يمكن تسخيرها لإسناد ما وصفوه بـ”حرب الكرامة”، بالإضافة إلى أدوار محورية في معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في إقليم دارفور، وأكد الوفد ضرورة مشاركة الإدارات الأهلية في حلول السلام الاجتماعي، مشيرين إلى أهمية إدماجهم في مجلس السلم الاجتماعي للمساهمة في تحقيق الاستقرار والمصالحة المجتمعية.
وتوافق الحضور خلال اللقاء على ضرورة التنسيق والعمل مع القوات المسلحة والقوات المساندة والجهات المعنية، لفك الحصار المفروض على مدينة الفاشر وعدد من المدن الأخرى في إقليمي دارفور وكردفان، مؤكدين أهمية التعاون بين الجهات الرسمية والإدارات الأهلية لتحقيق هذا الهدف.
ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود حكومة الأمل لتعزيز الشراكة مع المكونات المجتمعية، وتحقيق مصالحة وطنية شاملة تقوم على العدالة والمشاركة والاعتراف بدور الإدارات الأهلية في بناء السودان الجديد.