عاد رئيس الوزراء الانتقالي إلى البلاد مساء الخميس برفقة وفده، بعد زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية، تخللتها وعكة صحية طارئة استدعت خضوعه لفحوصات طبية. وأفادت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان صحفي أن الفحوصات أكدت أن ما تعرض له كان نتيجة الإجهاد، وأنه غادر المستشفى في حالة جيدة قبل عودته إلى البلاد.
وخلال ختام زيارته، التقى رئيس الوزراء بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان. اللقاء تناول عدداً من القضايا الثنائية، حيث عبّر رئيس الوزراء عن تقديره لقيادة المملكة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على الاهتمام والمتابعة التي حظيت بها حالته الصحية.
كما تم الاتفاق، وفق البيان، على الترتيب لزيارة رسمية لاحقة، يتم خلالها استكمال النقاشات التي كان من المقرر أن تُطرح خلال الزيارة الحالية، في إطار الرغبة المشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات السودانية – السعودية زخماً متصاعداً، خاصة على صعيد التعاون السياسي والاقتصادي. وكانت الرياض قد دعمت السودان في أكثر من محطة، سواء من خلال المبادرات الإنسانية أو عبر دعم الاستقرار السياسي. ويرى مراقبون أن تأجيل بعض الملفات إلى زيارة لاحقة يعكس حرص الطرفين على الإعداد الجيد لمباحثات أوسع نطاقاً، قد تشمل التعاون في مجالات الطاقة، الاستثمار، والأمن الإقليمي.
عودة رئيس الوزراء في حالة صحية جيدة وحرصه على استئناف نشاطه فوراً، تعطي رسالة بالاستقرار السياسي والمؤسسي للحكومة الانتقالية، رغم الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد. ويرجح متابعون أن تشكل الزيارة المقبلة للمملكة محطة مهمة لإعادة ترتيب العلاقات الإقليمية للسودان، خاصة في ظل الأوضاع الداخلية التي تتطلب دعماً سياسياً واقتصادياً متواصلاً من الشركاء الإقليميين.