دنقلا تتقدم في الخدمات الطبية: تركيب جهاز القسطرة القلبية بمستشفى دنقلا التخصصي يفتح آفاقاً جديدة لعلاج أمراض القلب

3 Min Read

في خطوة تُعد تحولاً كبيراً في مسار تقديم الخدمات الصحية بالولاية الشمالية، أعلنت وزارة الصحة بالولاية عن بدء أعمال تركيب جهاز القسطرة القلبية بمستشفى دنقلا التخصصي، ليصبح المستشفى من بين المراكز القليلة في السودان التي تمتلك هذه التقنية المتقدمة، وبحسب تصريح دكتور ياسر أحمد عبد الودود، المدير العام المكلف لوزارة الصحة، فإن تركيب هذا الجهاز يأتي ضمن رؤية استراتيجية لتوسيع نطاق الخدمات التشخيصية والعلاجية للمرضى داخل الولاية، وتقليل الحاجة للسفر إلى العاصمة أو خارج البلاد، وأوضح أن الوزارة عملت خلال الفترة الماضية على تهيئة البيئة المناسبة داخل المستشفى، وتوفير كل المتطلبات الفنية واللوجستية بالتنسيق مع الجهات المعنية والشركة المنفذة، لضمان تنفيذ المشروع في موعده المحدد.

ويمثل جهاز القسطرة القلبية نقلة نوعية في خدمات الرعاية الصحية، خاصة في ظل تزايد أمراض القلب والحاجة إلى تدخلات دقيقة وآمنة، ومن المتوقع أن يسهم الجهاز في تقليل معدلات الإحالة للمرضى، وتسريع عمليات التشخيص، وتخفيف الأعباء المادية على الأسر، من جانبه، وصف دكتور حسن محمود حسن، المدير العام لمستشفى دنقلا التخصصي، المشروع بأنه “إنجاز تاريخي” يعكس التقدم الذي يشهده القطاع الصحي بالولاية، ويؤكد التزام إدارة المستشفى بتطوير بنيته التحتية لتقديم أفضل رعاية ممكنة للمرضى، وأشار إلى أن تركيب الجهاز يتم بواسطة فريق هندسي من شركة “سيمنز” العالمية، وأن التشغيل الرسمي سيبدأ فور انتهاء جميع مراحل التثبيت والاختبار.

ويُعد هذا الجهاز هو الرابع من نوعه على مستوى السودان، ما يعكس الأهمية المتزايدة لمستشفى دنقلا كمركز طبي مرجعي، ليس فقط لسكان الولاية الشمالية، بل أيضاً للمناطق المجاورة التي تفتقر إلى مثل هذه التقنيات، وأشادت وزارة الصحة بجهود وزارتي الصحة الاتحادية والولائية، والمركز القومي لأمراض القلب في دعم المشروع، وأكدت أن هذه الخطوة تمثل جزءاً من خطة وطنية أوسع تهدف إلى رفع كفاءة المؤسسات الصحية في الولايات، وتحقيق العدالة في توزيع الخدمات الطبية المتقدمة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه بعض مناطق السودان من تراجع في الخدمات الصحية بسبب الحرب والنزاعات، ما يجعل من تطوير مستشفى دنقلا مؤشراً إيجابياً على إمكانية النهوض بالقطاع الصحي من داخل الولايات، رغم التحديات، في المجمل، يُنتظر أن يُحدث الجهاز الجديد تحولاً في حياة آلاف المرضى، ويعيد الثقة في قدرة المستشفيات الإقليمية على تقديم خدمات علاجية متقدمة، ما يفتح المجال أمام مزيد من المبادرات الصحية النوعية في المستقبل القريب.

Share This Article