أعلنت حركة تحرير السودان، عن بدء تنفيذ خطة طارئة تهدف لإجلاء ما يزيد عن 100 ألف أسرة من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والمعسكرات المجاورة لها، وذلك نتيجة لتصاعد وتيرة القتال واتساع نطاق العمليات العسكرية التي باتت تهدد حياة المدنيين بشكل مباشر، وقال رئيس الحركة، الهادي إدريس، إن الأوضاع الأمنية في المدينة باتت لا تحتمل، مشيراً إلى أن استمرار النزاع المسلح في أحياء المدينة وأطرافها، وضع المدنيين في دائرة الخطر الداهم، وأوضح إدريس أن هذه الخطوة تأتي كجزء من مسؤوليتهم الإنسانية تجاه حماية السكان في المناطق المتأثرة بالحرب.
وأضاف حتى الآن نجحنا في إجلاء أكثر من 50 ألف أسرة من مدينة الفاشر إلى مناطق أكثر أماناً، مثل طويلة وكورما الواقعتين في الجزء الغربي من المدينة، ونسعى خلال الأيام المقبلة إلى مواصلة عمليات الإجلاء للوصول إلى أكثر من 100 ألف أسرة، وأكد إدريس أن إفراغ المدينة من السكان، رغم ما يحمله من صعوبات اجتماعية وإنسانية، يُعد في الوقت الراهن الخيار الوحيد لتفادي وقوع المزيد من الضحايا المدنيين وسط العمليات العسكرية المتواصلة، وشدد على أن الخطة تنفذ بالتنسيق مع عدد من الجهات المحلية والمبادرات الإنسانية، لضمان توفير الحد الأدنى من مقومات الإيواء والمعيشة للأسر التي يتم إجلاؤها.
تشهد مدينة الفاشر منذ أشهر أوضاعاً أمنية متدهورة بسبب اشتداد حدة الاشتباكات بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة، حيث طالت المواجهات الأحياء السكنية والمرافق الخدمية، ما تسبب في نزوح عشرات الآلاف من السكان وتفاقم الأزمة الإنسانية في الولاية، وتصف منظمات إغاثة دولية ومحلية الوضع في الفاشر والمناطق المحيطة بها بـ”الكارثي”، مع تزايد الاحتياجات الغذائية والصحية وغياب الخدمات الأساسية عن النازحين والمجتمعات المضيفة.
ودعا رئيس حركة تحرير السودان، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تكثيف جهودها لتقديم المساعدات العاجلة للنازحين الجدد، وتوفير أماكن إيواء مؤقتة وخدمات طبية وغذائية عاجلة، مع وضع خطة طويلة الأمد لمعالجة تداعيات النزاع في الإقليم، واختتم إدريس حديثه قائلاً: “الأولوية الآن لحماية أرواح المدنيين، ووقف نزيف الدم، وعلى جميع الأطراف أن تضع المصلحة الوطنية والإنسانية فوق أي اعتبارات أخرى.”