ألقى الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، خطابًا هامًا تناول فيه الوضع الراهن في السودان، مؤكدًا على عدد من النقاط المحورية التي تلامس مستقبل البلاد في ظل النزاع المستمر. جاء الخطاب في وقت حساس، حيث تتواصل الاشتباكات المسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية في البلاد.
في بداية خطابه، دعا دقلو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في الأسباب التي أدت إلى إشعال الحرب في السودان. وشدد على ضرورة محاسبة كل من كان له دور في اندلاع هذا الصراع الذي ألحق أضرارًا بالغة بالسودان وشعبه. وأكد أن قوات الدعم السريع لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه المأساة، مشيرًا إلى أن الحقيقة يجب أن تظهر، وأنه يجب محاسبة المتسببين في هذه الكارثة.
ورغم تأكيده على الانتصارات التي حققتها قوات الدعم السريع في ميدان القتال، أوضح دقلو أن هذه الانتصارات لا تعني إغلاق باب الحوار والسلام. ودعا الجيش السوداني والقوى الأخرى إلى الاستجابة لنداء وقف القتال والجلوس على طاولة المفاوضات من أجل تحقيق سلام دائم وشامل. وأكد أن الحرب ليست الحل وأن السودانيين يستحقون أن يعيشوا في سلام وأمان. وكما جدد قائد قوات الدعم السريع التزامه ودعمه للحكم المدني والتحول الديمقراطي في السودان. وأكد على ضرورة خروج العسكريين نهائيًا من السلطة والسياسة، مشددًا على أن الجيش يجب أن يكون حاميًا للدستور وليس لاعبًا سياسيًا. واعتبر دقلو أن هذه الخطوة ضرورية لضمان استقرار السودان وتحقيق طموحات الشعب في الديمقراطية والحرية.
وأكد دقلو في خطابه أن قوات الدعم السريع لا تعترف بشرعية الحكومة السودانية الحالية بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، مشيرًا إلى أن حرب 15 أبريل 2023 أدت إلى انهيار دستوري كامل في البلاد. واعتبر أن السودان بحاجة إلى بناء نظام سياسي جديد قائم على توافق وطني شامل، يضمن مشاركة جميع الأطياف السياسية والاجتماعية في السلطة.
وأكد دقلو أن قوات الدعم السريع ستواصل السعي لتحقيق السلام ووقف الحرب من خلال المشاركة في مفاوضات جنيف المرتقبة. وأشار إلى أن قواته وافقت على جميع المبادرات الدولية لوقف الحرب، لكن تدخلات الحركة الإسلامية حالت دون تحقيق السلام حتى الآن. وشدد على ضرورة تقديم تنازلات من جميع الأطراف لتحقيق توافق سياسي ينهي الصراع.
وأعلن دقلو عن نية قوات الدعم السريع تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين ومساعدتهم في العودة إلى منازلهم بعد أن أجبرتهم الحرب على النزوح. وأكد أن حماية المدنيين هي أولوية قصوى، وأن قوات الدعم السريع ملتزمة بتقديم الدعم الإنساني والمساعدة في إعادة بناء المجتمعات المتضررة.
اختتم دقلو خطابه بدعوة جميع السودانيين إلى الوحدة والتكاتف من أجل تجاوز هذه الأزمة الراهنة. وشدد على أهمية العمل المشترك بين جميع القوى السياسية والعسكرية والمدنية لتحقيق السلام والاستقرار في السودان. وأكد أن قوات الدعم السريع ستكون شريكًا في أي جهود تهدف إلى تحقيق العدالة والحرية والكرامة للشعب السوداني.
