حذر الخبير المصري في شؤون المياه وأستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي من مخاطر وشيكة تهدد سد الروصيرص في إقليم النيل الأزرق، نتيجة استمرار التصريفات العالية القادمة من سد النهضة الإثيوبي، مشيراً إلى أن الوضع قد يتطور خلال أيام إلى أزمة إنسانية كبيرة تهدد ملايين السكان في السودان.
وأوضح شراقي أن الفيضان القادم من سد النهضة مستمر لليوم السادس على التوالي، حيث بلغت كمية المياه المتدفقة في 30 سبتمبر نحو 633 مليون متر مكعب، أي ما يعادل ضعف الإيراد الطبيعي في مثل هذه الفترة من العام. كما أشار إلى أن منسوب النيل في الخرطوم سجل 17.23 متراً، متجاوزاً مستوى الفيضان الطبيعي بـ 73 سنتيمتراً.
وأضاف أن صور الأقمار الصناعية أظهرت غمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والقرى الممتدة على طول مجرى النيل الأزرق وصولاً إلى شمال العاصمة الخرطوم، وهو ما ينذر بخسائر كبيرة في الممتلكات والمحاصيل الزراعية.
وفي ولاية الجزيرة، أعلنت وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية عن تضرر 1764 فداناً في منطقة قندال، إضافة إلى غمر 8000 فدان في ديم المشايخة، وسط مخاوف من توسع رقعة الفيضان وتفاقم الخسائر الزراعية.
من جانبها، أصدرت وزارة الزراعة والري السودانية بياناً طمأنت فيه المواطنين بأن ارتفاع منسوب المياه لا يعني بالضرورة غرق المناطق المحيطة، مؤكدة استمرار عمليات المراقبة والتنسيق بين الجهات المختصة لتقليل المخاطر المحتملة.
رغم هذه التطمينات، شدد الدكتور شراقي على أن استمرار التصريف العالي من سد النهضة دون ضوابط فنية دقيقة قد يضاعف الضغط على سد الروصيرص، الأمر الذي يمثل تهديداً مباشراً لحياة السكان والبنية التحتية في النيل الأزرق ومناطق أخرى من السودان. ودعا في هذا السياق إلى تحرك عاجل من السلطات السودانية والإقليمية والدولية لتفادي الأسوأ وضمان سلامة السدود والمجتمعات المحيطة.
