أعرب خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر، عن قلقه العميق إزاء تصاعد الهجمات التي تستهدف البنية التحتية المدنية في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، محذراً من أن استمرار هذا النمط من العنف يُنذر بمزيد من التدهور في الوضع الإنساني المتأزم أصلاً في البلاد.، وأكد نويصر في بيان، أن الغارات الجوية الأخيرة التي نُفذت بواسطة طائرات مسيّرة بعيدة المدى تمثل تصعيداً خطيراً في الصراع، خصوصاً في منطقة طالما اعتُبرت ملاذاً إنسانياً آمناً ووجهة للنازحين منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.
وأوضح أن منشآت حيوية في بورتسودان، مثل محطات الطاقة ومستودعات الوقود والمطار الدولي، تعرّضت لأضرار جسيمة نتيجة هذه الهجمات، ما أدى إلى انقطاع واسع في التيار الكهربائي وأثّر على عمليات تزويد الوقود، الأمر الذي انعكس مباشرة على إمكانية الوصول إلى الحقوق الأساسية مثل الغذاء، المياه النظيفة، والرعاية الصحية، كما أشار إلى أن منشآت طبية في بورتسودان وكسلا تعمل حالياً في ظروف صعبة مع انخفاض في إمدادات الطاقة، مما يهدد استمرارية تقديم الخدمات الصحية.
وأضاف نويصر أن هذه الاعتداءات على البنية التحتية لا تقتصر على بورتسودان وحدها، بل تمتد لتشمل مناطق أخرى مثل الولايات الشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض، مشدداً على أن هذه المنشآت مشمولة بالحماية بموجب القانون الدولي ويجب ألا تكون هدفاً للعمليات العسكرية، ودعا الخبير الأممي جميع أطراف النزاع في السودان إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، من خلال الامتناع عن تنفيذ هجمات تستهدف المدنيين أو الممتلكات المدنية، مع ضرورة الالتزام بمبادئ التناسب والحذر لتقليل الأضرار، وختم نويصر دعوته بالتأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، من أجل الحد من تداعيات الأزمة المتفاقمة على سكان البلاد.
