قدم خالد عمر يوسف، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في تحالف “صمود”، رؤية متكاملة لتجاوز آثار الحرب المستمرة في البلاد منذ 15 أبريل 2023، داعياً إلى حوار وطني شامل يؤسس لعقد اجتماعي جديد، ويضع السودان على طريق السلام الدائم والاستقرار، وفي مقال نُشر على صفحته الرسمية، دعا خالد عمر إلى الحل السلمي التفاوضي، مشيراً إلى أن النزاع في السودان له أبعاد داخلية وخارجية متشابكة، وأن معالجة الأزمة تبدأ أولاً بتوافق السودانيين على أسس عادلة للحكم، ومن ثم التعامل مع البعد الإقليمي والدولي.
وأوضح أن استمرار الحرب أثبت فشله كوسيلة للحسم، وأن السلام الحقيقي لن يتحقق عبر السلاح بل بالحوار والتفاهم الوطني، مشيراً إلى أن غالبية السودانيين يرفضون الحرب، حتى إن أبدى بعضهم دعماً لأطراف النزاع، بسبب مخاوف أمنية مشروعة، وطرح خالد عمر ستة محاور اعتبرها أساسية لبناء مستقبل أفضل للسودان.
- الوحدة الوطنية وصيغة الحكم: دعا إلى حوار صريح حول شكل الوحدة في البلاد، مؤكداً أن النموذج السابق لم يعد مناسباً، ومقترحاً نظاماً فيدرالياً حقيقياً يمنح الأقاليم حق إدارة شؤونها ضمن وحدة طوعية ومُتفق عليها.
- إصلاح المؤسسة الأمنية والعسكرية: شدد على ضرورة إعادة بناء القوات المسلحة على أسس مهنية بعيدة عن الانتماءات الحزبية، مع إنهاء ظاهرة تعدد الجيو، وحصر السلاح بيد الدولة، إلى جانب إصلاح أجهزة المخابرات والشرطة وفق اختصاصات واضحة.
- العدالة والإنصاف: أكد أن العدالة الانتقالية هي مدخل التعافي الوطني، داعياً إلى محاسبة منتهكي الحقوق وإنصاف الضحايا، وعدم اللجوء إلى التناسي، مستشهداً بتجارب إقليمية ملهمة.
- الإصلاح السياسي والدستوري: طالب بإنشاء نظام سياسي يستند إلى التداول السلمي للسلطة، الشفافية، والمحاسبية، يعبر عن التنوع السوداني ويكفل التمثيل الشعبي، تحت مظلة دستور يعكس إرادة المواطنين.
- التنمية وإعادة الإعمار: شدد على أهمية إعادة إعمار ما دمرته الحرب في إطار مشروع قومي شامل يعزز الإنتاج المحلي والتكامل الاقتصادي الإقليمي، مع معالجة التهميش والاختلال التنموي.
- المواطنة والدين والدولة: اعتبر أن حل إشكالية العلاقة بين الدين والدولة ضرورة لبناء دولة عادلة، تنهي التمييز وتضمن المواطنة المتساوية، بعيداً عن الصراعات الأيديولوجية التي كانت سبباً في تمزق البلاد.
واختتم خالد عمر مقاله بالدعوة إلى قطيعة كاملة مع ماضي الحرب والانقسامات، وتجاوز خطاب الكراهية، مؤكداً أن بناء السودان الجديد يتطلب العودة إلى طاولة الحوار، والعمل على مشروع وطني جامع يضع حداً نهائياً للصراع، ويُعلي من مصلحة الشعب.