خالد عمر يوسف: “الخروج العسكري من الأزمة السودانية كذبة مدمّرة.. والحل سياسي لا بديل له”

3 Min Read

في مشهد يتسم بتعقيد غير مسبوق، ومعاناة إنسانية تتفاقم كل يوم، حذّر القيادي السوداني خالد عمر يوسف من خطورة الترويج لأي مخرج عسكري للأزمة الشاملة التي تعصف بالسودان، واصفاً تلك الطروحات بـ”الكذبة البلقاء” التي يدفع ثمنها المواطن السوداني دماً وألماً وتشريداً، واستعرض يوسف حصيلة مأساوية لما أسماه “مروراً سريعاً على الواقع السوداني اليومي”، مؤكداً أن البلاد تنحدر نحو كارثة غير قابلة للاحتواء، في ظل استمرار الحرب وتعدد مراكز السلاح، وعجز كامل عن توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.

وأشار يوسف إلى مجموعة من المشاهد التي تتكرر يومياً في مختلف مناطق السودان، منها:

  • أوضاع صحية متدهورة: انتشار الوبائيات في أحياء أم درمان، وعجز المنظومة الصحية عن تقديم خدماتها، حيث يضطر المرضى لتلقي العلاج في الشوارع وعلى قارعة الطريق.
  • عقوبات دولية جديدة: اتهامات خطيرة للقوات المسلحة باستخدام أسلحة كيميائية، وما تبع ذلك من عقوبات أمريكية أعادت السودان إلى أجواء العزلة والعقوبات التي سبقت ثورة ديسمبر 2018.
  • أزمة اللجوء والنزوح: رسائل صوتية من نازحين من مدينة النهود ولاجئين في شرق تشاد، بينهم نساء وأطفال، تروي قصصاً مفجعة عن الجوع والمعاناة داخل معسكرات مكتظة تفتقر لأبسط مقومات الإنسانية.
  • انهيار الزراعة والخدمات: احتراق مساحات واسعة من مزارع الشمالية بسبب العطش وانقطاع الكهرباء، في مؤشر واضح على شلل الدولة وانهيار بنيتها التحتية.
  • موت صامت: تقارير عن وفيات متزايدة بسبب الأمراض وسوء التغذية والافتقار للرعاية، وسط نعي متكرر لأصدقاء وأقرباء فقدوا حياتهم في صمت.
  • انتشار الفوضى المسلحة: تنامي أعداد الجماعات المسلحة في مختلف الأقاليم، وتحول السودان إلى ساحة لصراع أمراء الحرب الذين يتصارعون على النفوذ والمكاسب.
  • تجاوزات مروعة: حوادث تعذيب وقتل داخل مراكز اعتقال تابعة لطرفي النزاع، ما يسلط الضوء على غياب أي التزام بالقانون الدولي أو حقوق الإنسان.
  • خطاب الكراهية والانحطاط العام: انحدار خطير في مستوى الخطاب العام داخل الفضاء السوداني، يتمثل في الشتائم والألفاظ النابية والتجييش الطائفي والعنصري.

ويضيف خالد عمر يوسف في مقاله: “أي تأخير في وقف الحرب هو تواطؤ مع استمرار الانهيار”، مشدداً على أن الأزمة لم تعد قابلة للتسويف أو المماطلة، وأن استمرار القتال هو قرار كارثي لا يخدم سوى قوى تتربح من الحرب، سواء كانت داخلية أو خارجية، واعتبر أن الرهان على الحلول العسكرية “رهان خاسر”، بل وصفه بأنه محاولة للهروب من مواجهة الحقيقة، مؤكداً أن السلام المستدام لن يتحقق إلا عبر حل سياسي تفاوضي شامل، يعالج جذور الأزمات، ويؤسس لعدالة انتقالية، ويضع البلاد على مسار ديمقراطي حقيقي.

ودعا يوسف إلى وقف فوري لإطلاق النار دون شروط، كمدخل حتمي لإعادة الحياة إلى طبيعتها، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في جميع أرجاء السودان، والعمل على فتح مسار تفاوضي جاد يُعالج جذور الحرب، ويقود إلى سلام عادل ومستدام، وختم مقاله برسالة موجهة إلى جميع السودانيين في الداخل والخارج: “بلادنا لم تعد تحتمل، ليس هناك أي مبرر للاستمرار في هذه الكارثة، والخلاص لا يكمن في فوهة البندقية، بل في صوت العقل والإرادة السياسية الحقيقية”.

Share This Article