شهدت قرية مفركة التابعة لوحدة عبري الإدارية بولاية الشمالية، اليوم، حريقاً هائلاً أدى إلى خسائر فادحة في أشجار النخيل وعدد من المنازل، ما أثار حالة من الذعر بين الأهالي، لكنه لم يسفر عن وقوع إصابات بشرية.
أفاد مدير وحدة عبري الإدارية، وليد خليل، بأن الحريق اندلع بشكل مفاجئ وانتشر بسرعة هائلة بسبب الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى احتراق أكثر من 1500 نخلة، إلى جانب تضرر العديد من المنازل والممتلكات في القرية. وأكد خليل أن السلطات المحلية تعتزم تشكيل لجنة متخصصة لحصر الأضرار وتقييم الخسائر التي خلفها الحريق، وذلك لضمان تقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة، سواء عبر تعويضات مادية أو مساعدات عينية للمساهمة في إعادة تأهيل المناطق المتأثرة.
رغم صعوبة الموقف، لعب شباب القرية والقرى المجاورة دوراً بطولياً في مواجهة الحريق، حيث سارعوا إلى إخماد النيران بوسائل بدائية، مستخدمين المياه والرمال في محاولة للسيطرة على ألسنة اللهب قبل وصول فرق الإطفاء. وأشاد خليل بهذه الجهود، مشيراً إلى أن تكاتف الأهالي ساهم بشكل كبير في تقليل حجم الخسائر. وتدخلت فرق الإطفاء التابعة للولاية بسرعة، حيث تم إرسال فريق الإطفاء النهري الذي تمكن من احتواء الحريق ومنع امتداده إلى مناطق أخرى مجاورة، مما حال دون وقوع كارثة أكبر. كما قامت الجهات المعنية بتوفير الدعم اللوجستي لمساعدة السكان في التعامل مع آثار الحريق.
في ظل تكرار مثل هذه الحرائق في المنطقة، طالب أهالي مفركة والقرى المجاورة السلطات بضرورة تعزيز إجراءات السلامة والوقاية، مثل إنشاء وحدات إطفاء قريبة، وتوفير معدات مكافحة الحرائق، بالإضافة إلى نشر الوعي حول كيفية التصرف في مثل هذه الحالات الطارئة.
لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب الدقيقة للحريق، حيث تشير التقديرات الأولية إلى أنه قد يكون ناجمًا عن ارتفاع درجات الحرارة أو ماس كهربائي، لكن لم تصدر أي تقارير رسمية حتى الآن حول السبب الفعلي. حيث تعتبر هذه الحادثة واحدة من أكبر الحرائق التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة، مما يستدعي ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لمنع تكرار مثل هذه الكوارث. ومن المتوقع أن تبدأ عمليات الإغاثة وإعادة التأهيل قريباً بعد استكمال عمليات الحصر والتقييم من قبل السلطات المختصة.