طالبت حركة تحرير السودان، بقيادة مني أركو مناوي، بتقديم القائد الثاني لقوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، إلى العدالة الدولية، على خلفية اتهامات بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت، في 14 أبريل الجاري، على المخيم الواقع على بعد نحو 12 كيلومتراً جنوب غرب مدينة الفاشر، عقب اشتباكات استمرت ثلاثة أيام، وأفادت تقديرات الأمم المتحدة أن الأحداث أسفرت عن مقتل نحو 400 شخص، بينهم نساء وأطفال وعمال إغاثة.
واعتبر المتحدث باسم حركة تحرير السودان، الصادق علي النور، أن الظهور عبد الرحيم دقلو يمثل دليلاً على مسؤوليته عن الأحداث، مطالباً بتقديمه إلى العدالة الدولية مع من وصفهم بالمتورطين في الهجوم، ورحبت الحركة ببيان صادر عن أعضاء مجلس الأمن الدولي، أدان الهجمات على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك، ودعا إلى محاسبة المسؤولين عنها.
وفي السياق، ذكرت منظمة الهجرة الدولية أن الهجوم على مخيم زمزم أدى إلى نزوح ما يصل إلى 80 ألف أسرة، حيث لجأ نحو 30 ألف منها إلى الفاشر، و36 ألفاً إلى منطقة طويلة، فيما توزع الباقون في مناطق أخرى من شمال ووسط دارفور، من جهتها، أفادت منظمة “أطباء بلا حدود” أن نحو 25 ألف نازح وصلوا إلى طويلة، بينهم 170 جريحاً أصيبوا بطلقات نارية أو شظايا، 40% منهم من النساء والأطفال، بينما تم تحويل 1600 آخرين إلى خدمات الطوارئ نتيجة أوضاع صحية حرجة.
ونقلت المنظمة عن عدد من النازحين أن الهجوم أسفر عن فقدان أفراد من أسرهم، مع تعرض المنازل لإطلاق نار واقتحامات، واحتراق أجزاء من المخيم، وفي سياق متصل، دعا مجلس الأمن الدولي إلى مساءلة جميع الأطراف عن الهجمات التي استهدفت المدنيين، مطالباً برفع الحصار عن مدينة الفاشر ووقف القتال.
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية السودانية بالبيان الصادر عن مجلس الأمن، معبرة عن دعمها للدعوات بوقف الهجمات وضمان حماية المدنيين، وتواصل قوات الدعم السريع، منذ قرابة عام، فرض حصار على مدينة الفاشر، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بالمدينة جراء منع دخول السلع الأساسية والمساعدات وتدمير مرافق خدمية وأسواق.