أطلقت حركة جيش تحرير السودان تحذيراً شديد اللهجة بشأن الأوضاع الإنسانية والعسكرية المتدهورة في مدينة الفاشر ومعسكري زمزم وأبوشوك، كاشفة عن توقف دعم الطيران العسكري وطائرات الإغاثة، في وقت تواصل فيه قوات الدعم السريع هجماتها المكثفة على المنطقة وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة، الصادق علي النور، في بيان صحفي، إن المدينة تتعرض منذ ثلاثة أيام لقصف مدفعي وهجوم بري متواصل من قوات الدعم السريع، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد ما لا يقل عن 450 شخصاً، بينهم تسعة من كوادر منظمة الإغاثة العالمية الذين أُعدموا داخل مكاتبهم بمعسكر زمزم.
وأشار النور إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين سيراً على الأقدام نحو مدينة الفاشر، وسط أوضاع إنسانية مأساوية تتمثل في الاكتظاظ داخل مراكز الإيواء والمدارس، والنوم في العراء تحت حرارة الشمس أو تحت الأشجار، في ظل غياب تام لمياه الشرب والطعام والرعاية الصحية وانتقد البيان ما وصفه بـالصمت المريب وتوقف الدعم الجوي، مؤكداً أن الطلعات الجوية التي كانت تنقل مواد الإغاثة قد توقفت تماماً، كما تسربت معلومات وسط النازحين تفيد بأن الطيران لن يستأنف مهماته الإنسانية في ظل غياب الدعم والغطاء الجوي.
وتساءل النور عن مصير القوة العسكرية التي جرى تجهيزها قبل أكثر من شهرين في مدينة الدبة بهدف التحرك نحو الفاشر، مؤكداً أن الوضع في المدينة لا يحتمل التأخير، وأن الفاشر قد تواجه مصيراً مشابهًا لما حدث في الجنينة إذا لم يُتدارك الأمر وأكد المتحدث أن قوات الدعم السريع تواصل ما وصفه بـمسيرة التطهير العرقي، مشيراً إلى أن الدعم السريع يوثق جرائمه بالصوت والصورة وتتباهى بها، ما يشير إلى نية متعمدة لإحداث تغيير ديموغرافي في الإقليم.
وأضاف أن سقوط مدينة الفاشر سيشكل نقطة تحول خطيرة قد تؤدي إلى انهيار بقية المدن السودانية تدريجياً، داعياً كل السودانيين، وبشكل خاص أبناء دارفور، إلى الاستجابة للنداء الذي أطلقه رئيس حركة جيش تحرير السودان وحاكم إقليم دارفور، والمساهمة في ما وصفه بـالمعركة الوجودية كما دعا النور قيادة القوات المسلحة السودانية إلى التحرك العاجل لإنقاذ نحو مليون ونصف شخص ما زالوا داخل الفاشر، عبر دعم القوات المشتركة وتعزيز الصمود الميداني، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية لا يمكن تداركها.