جامعة الخرطوم تستأنف الدراسة بعد عامين من التوقف بسبب الحرب

2 Min Read

أعلنت جامعة الخرطوم، أقدم وأكبر الجامعات السودانية، عن استئناف الدراسة رسمياً بعد توقف دام نحو عامين نتيجة اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة و قوات الدعم السريع. القرار يأتي في إطار جهود حكومية لإعادة مؤسسات التعليم العالي إلى مسارها الطبيعي، رغم استمرار التحديات الأمنية و الإنسانية التي تواجه البلاد.

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أصدرت تعميماً موجهاً إلى جميع الجامعات الحكومية و الخاصة، يقضي بإنهاء الدراسة من الخارج و إغلاق المراكز المؤقتة التي أُنشئت في ولايات أو دول أخرى، و العودة الكاملة إلى الدراسة من داخل السودان. و أشارت الوزارة إلى أن هذا القرار يأتي بناءً على ما وصفته بـ”تحسن الأوضاع الأمنية” و توسّع الرقعة الجغرافية الخاضعة لسيطرة الدولة، مما يوفّر بيئة ملائمة جزئيًا لاستئناف الدراسة.

القرار شمل استئناف الدراسة بالكليات التي لم تتعرض لتدمير كبير، بينما تعمل إدارة الجامعة على تقييم الأضرار التي لحقت ببعض المباني، و توفير البدائل المؤقتة لضمان استمرارية العملية التعليمية. كما دعت رئاسة الجامعة الأساتذة و الطلاب للعودة، مؤكدة التزامها بتوفير أقصى درجات الحماية داخل الحرم الجامعي.

من جهتهم، رحب عدد من الطلاب و الأساتذة بهذه الخطوة و اعتبروها ضرورية لكسر حالة الجمود التي خيّمت على قطاع التعليم العالي منذ اندلاع الحرب، مؤكدين أن استئناف الدراسة سيساعد في الحفاظ على مستقبل الآلاف من الطلاب. في المقابل، أبدى آخرون قلقهم من استمرار التهديدات الأمنية، و انعدام الخدمات الأساسية في بعض الأحياء المحيطة بمقار الجامعة.

تجدر الإشارة إلى أن جامعة الخرطوم تأسست عام 1902 تحت اسم “كلية غوردون التذكارية”، ثم تحوّلت إلى جامعة وطنية بعد الاستقلال، و تُعد اليوم واحدة من أبرز رموز التعليم في السودان و المنطقة، حيث تخرج فيها نخبة من القادة و المفكرين، و أسهمت بشكل كبير في الحراك السياسي و الثقافي السوداني.

استئناف الدراسة في الجامعة يُنظر إليه كمؤشر رمزي لمحاولة عودة الحياة إلى طبيعتها، في وقت لا تزال فيه البلاد تواجه أزمة معقدة تجمع بين النزاع المسلح و الانهيار الاقتصادي و التدهور الإنساني واسع النطاق.

Share This Article