يشهد مطار الخرطوم الدولي تطورات جديدة بشأن استئناف نشاطه، حيث يُتوقع أن تبدأ مرحلة التشغيل الجزئي خلال الأسبوع المقبل، مع استقبال طائرات الشحن كخطوة أولى ضمن خطة تهدف لإعادة تشغيل المطار تدريجياً، يأتي هذا التوجه في أعقاب إعلان القوات المسلحة السودانية استعادة السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم، بما في ذلك منطقة الصالحة جنوب أم درمان، والتي كانت من أبرز مناطق التوتر خلال الفترة الماضية، من المتوقع أن يبدأ المطار خلال نهاية الأسبوع المقبل في استقبال طائرات الشحن كمرحلة أولى ضمن خطة لإعادة تشغيله تدريجياً، تمهيداً للعودة إلى التشغيل الكامل خلال الأشهر القادمة.
تأتي هذه الخطوة بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمطار خلال المعارك التي دارت في محيطه، خاصة في ممرات الهبوط وبعض المرافق الحيوية، إلى أن فرقاً فنية تابعة للجهات المختصة بدأت في تقييم الأضرار، وتحديد أولويات الصيانة والتأهيل، ضمن خطة مرنة تتماشى مع الوضع الأمني والفني للمطار، صور أقمار صناعية تم تداولها في وقت سابق أظهرت حجم الدمار في أجزاء من منشآت المطار، إلا أن مناطق أخرى لا تزال صالحة للاستعمال بعد إصلاحات محدودة، ما يُتيح إمكانية استئناف بعض العمليات الجوية بشكل جزئي.
وكان وزير النقل السوداني، المهندس أبوبكر إبراهيم، قد أشار في تصريحات سابقة إلى أن عملية إعادة تأهيل المطار تتطلب وقتاً وجهوداً فنية كبيرة، لافتاً إلى أن العودة الكاملة للتشغيل قد تستغرق نحو ستة أشهر، بشرط توفر الاستقرار الأمني والإمكانيات الفنية، وشدد الوزير حينها على أن سلامة الطيران المدني تمثل أولوية قصوى في عمليات إعادة التشغيل، مؤكداً أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الجهات السيادية والفنية لضمان عودة آمنة ومنظمة لحركة الملاحة الجوية.
وجاءت هذه التطورات بعد أن أعلنت القوات المسلحة السودانية استعادة السيطرة على منطقة الصالحة، جنوب أم درمان، التي كانت تُعد آخر نقاط تمركز قوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، ويُعتقد أن انسحاب تلك القوات باتجاه ولايات كردفان ودارفور ساهم في تمهيد الطريق أمام الحكومة للبدء بخطط إعادة تأهيل المرافق العامة، وعلى رأسها مطار الخرطوم.
وتُعد عودة مطار الخرطوم إلى العمل خطوة بالغة الأهمية على الصعيدين الاقتصادي واللوجستي، لا سيما في ظل التحديات الإنسانية والأمنية التي تواجه البلاد، ويرى مراقبون أن التشغيل الجزئي، ولو لطائرات الشحن، قد يفتح المجال أمام تدفقات إنسانية وتجارية تسهم في التخفيف من حدة الأزمة، ومع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، يُنظر إلى استعادة العمل في مؤسسات الدولة، مثل مطار الخرطوم، كمؤشر على بداية تعافي محتمل في بعض الجوانب الخدمية واللوجستية، رغم استمرار التحديات.