كشف تحليل حديث صادر عن مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة (ACLED)، المتخصص في مراقبة النزاعات حول العالم، أن الأوضاع في السودان ما تزال مرشحة لمزيد من التصعيد، في ظل غياب مؤشرات واضحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المستقبل القريب، كما حذّر التقرير من احتمالات امتداد النزاع إلى الدول المجاورة بفعل التعقيدات الناجمة عن التحالفات الداخلية والانقسامات المسلحة، وذكر التحليل أن القوات المسلحة السودانية استعادت السيطرة على أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم وتسعى إلى تعزيز مواقعها، بينما تواصل قوات الدعم السريع تحركاتها غرباً باتجاه مناطق دارفور، وسط تصاعد العمليات العسكرية من كلا الطرفين.
وأشار التقرير إلى استمرار التوتر في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، حيث تحاصر قوات الدعم السريع المدينة من جهة الغرب، في وقت تسعى فيه القوات المسلحة السودانية لرفع الحصار وربط المدينة بمناطق سيطرتها جنوب شرق الولاية، كما تحدث التحليل عن تصاعد القصف في مناطق عدة، من بينها شمال كردفان ودارفور، وأوضح المشروع أن العمليات العسكرية بين الطرفين ترافقت مع تحالفات محلية وإقليمية، تسعى من خلالها الأطراف المتحاربة إلى تعزيز مكاسبها الميدانية، وذكر أن القوات المسلحة السودانية عززت قواتها من خلال متطوعين ومنشقين عن قوات الدعم السريع، إضافة إلى تعاونها مع عدد من الفصائل المسلحة المحلية.
في المقابل، أفاد التقرير بأن قوات الدعم السريع تمكنت من استقطاب دعم من جماعات مسلحة محلية وعناصر من خارج البلاد، واستخدمت أسلحة متطورة مثل الطائرات المسيّرة، ما أسهم في استمرار المواجهات في مناطق دارفور، وتطرق التحليل إلى تحركات قوات الدعم السريع جنوباً، خاصة بعد تحالفها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، والذي أتاح لها إعادة تنظيم صفوفها في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق.
كما أشار التقرير إلى حدوث انقسامات داخل قوات الدعم السريع، أبرزها انشقاق قائد “قوات درع السودان” وانضمامه إلى صفوف القوات المسلحة، ما أدى إلى إضعاف دفاعاتها في بعض المناطق، ووفقاً لتحليل المشروع، فإن النزاع في السودان يتسم بتعقيد سياسي وعسكري كبير، وسط صعوبات في الحفاظ على التحالفات المحلية والإقليمية، مع تزايد المخاوف من تداعيات النزاع على استقرار المنطقة، جدير بالذكر أن مشروع ACLED يُعد من أبرز الجهات المستقلة في رصد النزاعات عالمياً، ويعتمد في تقاريره على مصادر ميدانية متعددة، ويتابع تطورات النزاع في السودان منذ اندلاعه في أبريل 2023.