أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على بلدة أبوقمرة التابعة لمحلية كرنوي في ولاية شمال دارفور، الواقعة على بُعد نحو 200 كيلومتر شمال غرب مدينة الفاشر.
وأكدت صحة مقاطع فيديو بثّها مقاتلو الدعم السريع، تُظهر أحد قادتهم وهو يعلن السيطرة على البلدة، داعيًا السكان إلى العودة لمنازلهم وفتح الأسواق، متعهدًا بضمان سلامتهم.
البلدة تقع في موقع استراتيجي على بُعد نحو 150 كيلومترًا جنوب شرق معبر الطينة الحدودي مع تشاد، ما يجعل السيطرة عليها تطورًا مهمًا في الميدان العسكري شمال دارفور.
كانت بلدة أبوقمرة خاضعة سابقًا لسيطرة قوات تجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر، عضو المجلس الرئاسي في تحالف السودان التأسيسي الذي يقوده محمد حمدان دقلو (حميدتي).
لكن خلافات داخلية أدت إلى انقسام القوة المتمركزة هناك، والتي كانت تضم 31 عربة قتالية.
- نحو 200 مقاتل انضموا إلى حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.
- مجموعة أخرى التحقت بـ حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم المتمركزة قرب كرنوي.
- فيما غادرت قوة ثالثة بقيادة قائد يُدعى محمدين إلى كبكابية، قبل أن تعود برفقة عناصر من الدعم السريع وتستولي على البلدة دون اشتباكات تُذكر.
هذه الانشقاقات تعكس تصدّع التحالفات المسلحة وتبدّل الولاءات بين القوى المحلية في دارفور.
مصدر في الجيش السوداني وصف السيطرة على أبوقمرة بأنها تهديد مباشر لمناطق كرنوي والطينة، نظرًا لقربها الجغرافي من مواقع تعتبرها القوات المسلحة “محاور استراتيجية”.
وأضاف المصدر أن الجيش رصد تحركات مكثفة لقوات الدعم السريع على بعد نحو 65 كيلومترًا جنوب الطينة، مشيرًا إلى استعدادات ميدانية لمواجهة أي هجوم محتمل.
ويُنظر إلى هذه التطورات باعتبارها تصعيدًا عسكريًا جديدًا قد يغيّر من موازين السيطرة في شمال دارفور.
تكتسب بلدة أبوقمرة أهمية استراتيجية كبيرة، إذ تربط بين كرنوي والطينة وكبكابية والسريف بني حسين وكتم وسرف عمرة، ما يجعلها عقدة طرق لوجستية تتحكم في الإمدادات والانتشار العسكري.
وأكدت مصادر ميدانية أن قوات الدعم السريع تحشد مزيدًا من المقاتلين والعتاد في بلدة كلبس، استعدادًا لعمليات أوسع ضد مواقع الجيش والقوة المشتركة في أمبرو والطينة وكرنوي.
تشير المعطيات إلى أن قوات الدعم السريع باتت تسيطر على غالبية مناطق شمال دارفور، باستثناء:
- مدينة الفاشر: ما تزال تحت سيطرة الجيش السوداني رغم الحصار المفروض عليها منذ أبريل 2024.
- بلدة طويلة: تخضع لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
هذا التوسع يعكس تحولًا جوهريًا في ميزان القوى الميداني داخل الإقليم، وسط انقسامات حادة بين الفصائل المسلحة، واستمرار حالة السيولة الأمنية والعسكرية في دارفور.