تشهد المناطق الجنوبية من مدينتي الخرطوم وأم درمان تفشياً ملحوظاً لوباء الكوليرا، في وقت تتصاعد فيه أعداد الإصابات والوفيات، وسط انهيار كبير في النظام الصحي، وتعاني الأحياء المتأثرة، مثل الكلاكلة وفتح العقليين والصالحة، من غياب شبه كامل للاستجابة الطبية، ونقص حاد في الأدوية والكوادر الصحية، بالإضافة إلى مشكلات بيئية خطيرة مثل تراكم النفايات، وانعدام مياه الشرب النظيفة.
وتواجه حالات الإصابة صعوبات في الوصول إلى المرافق الصحية لتلقي العلاج، مع ورود تقارير عن وجود عراقيل تحدّ من حركة المرضى في بعض المناطق، مما يزيد من تفاقم الوضع الصحي العام، ويأتي هذا التفشي في ظل ظروف إنسانية معقدة تعيشها البلاد نتيجة النزاع المستمر، الأمر الذي يضع المزيد من الضغط على الخدمات الأساسية ويزيد من مخاطر انتشار الأوبئة في مناطق عدة.