تفشي الأمراض جنوب الخرطوم يثير مخاوف من كارثة صحية في ظل تدهور البنية التحتية وضعف الاستجابة

2 Min Read

تشهد الأحياء الجنوبية من العاصمة السودانية الخرطوم، بما في ذلك مناطق الكلاكلة، فتيح العقليين، والصالحة، تفشياً واسعاً لأمراض وبائية، على رأسها الكوليرا، الملاريا، وحمى الضنك، وسط تحذيرات متصاعدة من وقوع كارثة صحية في ظل الانهيار الجزئي للقطاع الصحي وغياب التدخل الرسمي الفعال، وتم تسجيل 15 حالة إصابة جديدة بالكوليرا خلال الأسبوعين الماضيين، بينها 5 حالات وفاة مؤكدة، إلى جانب 60 إصابة بالإسهالات المائية و75 حالة بالملاريا، كما سُجلت 47 حالة اشتباه بحمى الضنك، تأكدت 3 منها مخبرياً، في وقت تعاني فيه المرافق الصحية من نقص حاد في الأدوية والمحاليل والكوادر الطبية، إضافة إلى غياب أدوات مكافحة نواقل الأمراض.

ويعاني سكان المناطق المتضررة من شح مياه الشرب وتراكم النفايات، ما فاقم الوضع البيئي والصحي بشكل عام، وإلى أن بعض الأحياء المتأثرة باتت في وضع يُصنّف كمناطق منكوبة، مع وجود صعوبات في تنقّل المرضى والكوادر الطبية، ما يعيق جهود تقديم الرعاية الصحية العاجلة، وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان بتسجيل أكثر من 200 حالة إصابة بالملاريا من نوع “الملاريا الحبشية” خلال الأيام الماضية، منها 68 حالة في الخرطوم و140 حالة بولايات شرق السودان، مع تسجيل 19 حالة وفاة مرتبطة بالمرض، وتُعد هذه السلالة من الملاريا ذات مضاعفات خطيرة تؤدي إلى فقر دم حاد وحالات فقدان وعي مفاجئ.

وحذّرت اللجنة من خطورة استمرار انتشار المرض في ظل بقاء تجمعات المياه الراكدة وغياب برامج الرش الوقائي، داعية إلى تدخل عاجل من السلطات المعنية والمجتمع المحلي للحد من انتشار الأوبئة وتحسين البيئة الصحية في المناطق المتأثرة، وتشير التقديرات إلى توقف نحو 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع النشطة، و45% من المرافق في بقية أنحاء البلاد، من أصل ما يقارب 300 مستشفى عام وأكثر من 6,000 منشأة للرعاية الأولية، ويواجه النظام الصحي في السودان تحديات جسيمة نتيجة الصراع المستمر، بما في ذلك التصدي لتفشي أمراض مثل الكوليرا، الملاريا، حمى الضنك، والتهاب العيون، إلى جانب علاج المصابين جراء الأعمال القتالية والظروف المعيشية المتدهورة.

Share This Article