أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بروفيسور محمد حسن دهب أهمية مواكبة التعليم العالي العربي للتغيرات الإقليمية والعالمية المتسارعة، مشيراً إلى أن التعليم العالي يشكل ركيزة أساسية لبناء مجتمعات معرفية قادرة على التعامل مع تحديات العصر، جاءت تصريحات الوزير خلال لقائه بمكتبه المؤقت في بورتسودان مع عدد من مديري الجامعات السودانية الذين شاركوا مؤخراً في أعمال المؤتمر العام السابع والخمسين لاتحاد الجامعات العربية، الذي استضافته دولة الكويت تحت شعار “التعليم العالي العربي في ظل التحول الرقمي وتعزيز التكامل الإقليمي”، بمشاركة أكثر من 250 جامعة ومؤسسة أكاديمية من مختلف الدول العربية.
وشدد بروفيسور دهب على ضرورة تطوير الجامعات العربية، ووضع معايير موحدة للنهوض بالتعليم العالي، إلى جانب دعم البحث العلمي وتعزيز التعاون الأكاديمي بين الجامعات العربية، كما أكد على أهمية تأهيل الخريجين لسوق العمل ومواكبة التطورات التقنية والعلمية في مختلف التخصصات، واشار إلى أن انعقاد المؤتمر شكل محطة استراتيجية لتوحيد الجهود العربية، ومناقشة التحديات الراهنة، وصياغة رؤى مستقبلية للنهوض بالقطاع التعليمي العربي بما يعزز من فرص التنمية المستدامة.
من جانبهم، أوضح مديرو الجامعات السودانية أن مشاركتهم في المؤتمر كانت فرصة هامة للحوار والتعاون الأكاديمي، ولتعزيز التنمية في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، وأشار المديرون إلى أن المؤتمر تناول العديد من المحاور الجوهرية المتعلقة بتطوير منظومة التعليم العالي، بما في ذلك تعزيز الشراكات العلمية والبحثية بين الجامعات، تبادل الخبرات، ودعم الحوكمة الجامعية، بما يساعد على مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة، كما أكدوا أن المؤتمر انعقد في توقيت حاسم يتسم بتقاطع التحديات التنموية مع التطورات التكنولوجية السريعة، مما يفرض على الجامعات مسؤولية محورية في ابتكار حلول مستدامة وقابلة للتنفيذ.
ودعا مديرو الجامعات إلى دعم الجامعات السودانية بشكل خاص في ظل الظروف الاستثنائية التي تواجه قطاع التعليم العالي في السودان حالياً، مشددين على ضرورة تكثيف التعاون مع المؤسسات الأكاديمية العربية لتعزيز صمود الجامعات السودانية واستمرارية رسالتها العلمية، وأكدوا أن المؤتمر أسفر عن اتخاذ مجموعة من القرارات الاستراتيجية التي تصب في مصلحة تطوير التعليم العالي العربي، مع التركيز على التحول الرقمي، تحديث السياسات التعليمية، وتحقيق التكامل الأكاديمي الإقليمي.