في خضم الحرب المشتعلة في السودان، سلط خبير أممي الضوء على مشكلة متفاقمة تتعلق بتضارب أعداد المفقودين، محذراً من أن هذا الغموض يعمّق من تعقيدات المشهد الإنساني ويزيد من معاناة الأسر التي تترقب مصير ذويها وفقاً لتقارير أممية، فإن العدد الحقيقي للمفقودين لا يزال غير معروف بدقة، نتيجة لغياب قواعد بيانات موحدة، والانهيار المؤسسي الذي ضرب الأجهزة المختصة بعد اندلاع النزاع. وبينما تشير بعض الجهات إلى وجود آلاف الحالات الموثقة، تؤكد منظمات أخرى أن العدد قد يكون أكبر بكثير، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها بسبب الوضع الأمني.
الخبير الأممي أشار إلى أن هذا التضارب لا يعيق فقط جهود البحث والإنقاذ، بل يؤثر أيضاً على عمليات توثيق الانتهاكات ومتابعة حالات الاختفاء القسري، التي تُعد جزءاً من الجرائم المنهجية المرتكبة في سياق النزاع. كما دعا الأطراف السودانية إلى التعاون الكامل مع الهيئات الإنسانية والدولية لتوفير البيانات الدقيقة، وضمان المساءلة وتقديم الدعم اللازم لأسر المفقودين.
وفي ظل تواصل الاشتباكات وتدهور الوضع الأمني، تتزايد المخاوف من ارتفاع عدد المفقودين، لا سيما في المناطق التي تشهد عمليات تهجير قسري وقصف عشوائي، مما يهدد بفقدان أثر آلاف الأشخاص دون أثر يذكر.
يُذكر أن منظمات إنسانية عدة قد أطلقت نداءات عاجلة لتشكيل آلية مستقلة لتتبع المفقودين وتوفير ممرات آمنة تسمح بالوصول إلى الضحايا، في محاولة لوقف نزيف الأرواح وكسر دوامة الصمت التي تحيط بهذه الكارثة الإنسانية الصامتة.