شهدت الأوساط المصرفية في السودان حالة من الجدل بعد شكاوى عدد من عملاء بنك الخرطوم من سحب مبالغ مالية من أرصدتهم دون إشعار مسبق، حيث أشار بعضهم إلى فقدان ما يصل إلى مليوني جنيه سوداني من حساباتهم، وفي توضيح رسمي عبر تطبيق “بنكك”، أرجع بنك الخرطوم عمليات السحب إلى ما وصفه بـ”عكس مبالغ تم تحويلها من بنك آخر عبر شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية (EBS)”، موضحاً أن المبالغ أُضيفت أولاً إلى حسابات المستفيدين، قبل أن يُكتشف أن عملية التحويل لم تكتمل، مما استدعى سحبها مرة أخرى.
إلا أن شركة EBS، المشغل القومي لأنظمة الدفع الإلكتروني والذراع التقنية لبنك السودان المركزي، أصدرت بياناً نفت فيه أي علاقة لها بهذه الخصومات، مؤكدة أنها لا تتدخل في الإجراءات أو المعاملات المالية الداخلية للبنوك، وأن دورها يقتصر على توفير البنية التقنية وتنفيذ عمليات التسوية الإلكترونية بين المصارف، وأوضحت الشركة أن الخصومات التي ظهرت في بعض الحسابات البنكية تعود إلى “إجراءات مراجعة وتسوية داخلية اتخذتها بعض المصارف لمعالجة عمليات مالية سابقة”، مشددة على التزامها بتقديم خدماتها التقنية بأعلى درجات الأمان، ومتابعة هذه المسائل مع كافة الجهات المعنية لضمان حماية حقوق العملاء.
ويأتي هذا التضارب في التصريحات وسط تزايد اعتماد المواطنين على التطبيقات المصرفية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وانهيار كثير من الخدمات المالية التقليدية بسبب النزاع المستمر في البلاد، ويشكو المستخدمون من أعطال متكررة في التطبيقات المصرفية، وصعوبات في الوصول إلى أرصدتهم، في وقت يعتمد فيه عدد كبير من الأسر على التحويلات من الخارج كمصدر دخل أساسي.
