تصاعد القتال في شمال كردفان وتبادل السيطرة بين الجيش والدعم السريع

2 Min Read

تشهد ولاية شمال كردفان تصاعداً في حدة المواجهات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مع اتساع رقعة القتال وتغير السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية بشكل متكرر. التطورات الأخيرة تأتي بعد زيارة نائب القائد العام للقوات المسلحة، الفريق شمس الدين كباشي، مطلع سبتمبر، وتوجيهه بالتحرك نحو مناطق جديدة في شمال كردفان والتقدم غرباً باتجاه دارفور، ما منح العمليات العسكرية زخماً إضافياً.

مصادر ميدانية ذكرت أن القوات المسلحة، مدعومة بالقوة المشتركة للحركات المسلحة، تمكنت من بسط سيطرتها على مناطق العيارة وأم صميمة وأبو قعود. غير أن هذه المناطق شهدت تبادلاً متكرراً للسيطرة، حيث بثت قوات الدعم السريع مقاطع مصورة من داخل أم صميمة، تبعها الجيش والقوة المشتركة بمقاطع مماثلة، في مؤشر على احتدام المعارك وعدم استقرار الوضع الميداني.

معارك شمال كردفان رافقتها حرب إعلامية بين الطرفين. ففي وقت أعلنت فيه القوات المسلحة عن تقدمها نحو مدينة الخوي، بثت قوات الدعم السريع مقاطع مصورة من منطقة الحنيطير لنفي هذا التقدم، كما نشرت مقاطع أخرى من داخل أم سيالة لإبراز حضورها الميداني. هذا التباين في الروايات يعكس دور الإعلام العسكري في محاولة ترسيخ صورة السيطرة على الأرض.

رغم تمكن الجيش من تثبيت وجوده في مدن بارا ورهيد النوبة ومواقع أخرى، ما تزال قوات الدعم السريع تحتفظ بسيطرتها على جبرة الشيخ، مما يشير إلى استمرار حالة التوازن النسبي على بعض الجبهات. وفي تطور نوعي، نفذ الجيش هجوماً باستخدام طائرات مسيّرة على أبو زيد بغرب كردفان، أسفر عن خسائر بشرية ومادية.

القوات المسلحة تسعى حالياً إلى التوغل غرباً بعد تثبيت سيطرتها على أم صميمة، مع خطط للتحرك نحو الدبيبات في جنوب كردفان عبر محور كازقيل. وتعتبر تقديرات عسكرية أن معارك شمال كردفان قد تمثل نقطة تحول في مسار العمليات، ليس فقط في الإقليم، بل أيضاً في شمال دارفور حيث تتقاطع الجبهات.

وفي خضم هذه التطورات، زار رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القوات المنتشرة في الأبيض وبارا. وأكد خلال لقائه بالوحدات القتالية عزمه على مواصلة العمليات العسكرية حتى “القضاء على التمرد”، في زيارة تحمل رسائل سياسية وعسكرية بشأن توجه القيادة نحو الحسم.

Share This Article